الثلاثاء 24 يونيو 2025 12:49 صـ 28 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

المُحلّيات الصناعية قد تخدع العقل وتزيد الإحساس بالجوع: دراسة تكشف الخطر الخفي للسكرالوز

الإثنين 23 يونيو 2025 11:58 مـ 27 ذو الحجة 1446 هـ
محليات صناعية
محليات صناعية

في الوقت الذي يعتمد فيه الملايين حول العالم على المُحلّيات الصناعية كبديل للسكر التقليدي في المشروبات والأطعمة بهدف تقليل السعرات الحرارية والتحكم بالوزن، تكشف دراسة علمية حديثة عن أثر خفي قد يجعل هذه البدائل تأتي بنتائج عكسية تمامًا.

ركزت الدراسة، التي أُجريت في جامعة جنوب كاليفورنيا، على المُحلّي الصناعي الشهير "السكرالوز"، المُباع تجاريًا تحت اسم "سبليندا"، وأظهرت نتائجه أن هذه المادة لا تخدع فقط حاسة التذوق، بل تمتد آثارها إلى الدماغ، تحديدًا إلى المنطقة المسؤولة عن التحكم في الشهية.

خداع الدماغ والإحساس بالجوع

وفقًا للتجربة التي شملت 75 بالغًا تراوحت أعمارهم بين 18 و35 عامًا، لوحظ ارتفاع تدفق الدم إلى منطقة "الوطاء" في الدماغ بعد تناول مشروب يحتوي على السكرالوز، وهي المنطقة التي تتحكم في الشهية والشعور بالجوع، وفي المقابل، عندما تناول المشاركون مشروبًا يحتوي على سكر المائدة (السكروز)، حدث تأثير معاكس تمثل في كبح الشهية، وانخفاض تدفق الدم إلى الوطاء، وترافق ذلك مع ارتفاع في مستويات السكر في الدم والشعور بالشبع.

هذه النتائج تتماشى مع أبحاث سابقة أجريت على القوارض، أظهرت أن المُحلّيات الصناعية، رغم خلوها من السعرات الحرارية، قد تؤثر في طريقة تواصل الدماغ مع باقي أعضاء الجسم، ما يؤدي إلى اضطرابات في الشعور بالجوع والامتلاء.

التناقض البيولوجي للمُحلّيات الصناعية

السكرالوز، الذي يتميز بقدرته التحلية التي تفوق السكر العادي بنحو 600 مرة، يُثير لدى الجسم توقعًا بتلقي سعرات حرارية، إلا أن غياب الطاقة الفعلية يسبب نوعًا من الارتباك البيولوجي، كما أوضحت المشرفة على الدراسة، الدكتورة كاثلين ألانا بيج، أخصائية الغدد الصماء.

وحذّرت بيج من أن هذا التناقض بين الطعم الحلو وغياب السعرات قد يؤدي على المدى الطويل إلى تغير استجابة الدماغ لهذه المواد، وهو ما قد يُفسر زيادة الشهية والرغبة الشديدة في تناول الطعام رغم الاعتماد على بدائل السكر.

أضرار إضافية للسكرالوز

لم تقتصر المخاوف من السكرالوز على تأثيره في الشهية فحسب، بل أظهرت دراسات سابقة ارتباطه بضعف استجابة الجسم للجلوكوز، واضطراب فلورا الأمعاء، وحتى تلف الحمض النووي، وتُضاف هذه المخاطر إلى تحذيرات أطلقتها منظمة الصحة العالمية منذ عامين بشأن تأثيرات السكرالوز على التمثيل الغذائي والاستجابة الالتهابية في الجسم.

وتشير النتائج إلى أن هذه التأثيرات كانت أوضح لدى المشاركين الذين يعانون السمنة، ما يُعزز القلق من أن هذه الفئة، التي غالبًا ما تلجأ للمُحلّيات الصناعية لتقليل الوزن، قد تكون أكثر عرضة لتأثيراتها السلبية.

تساؤلات حول تأثيرها في الأطفال

يعمل حاليًا فريق البحث بقيادة الدكتورة بيج على دراسة جديدة لاستكشاف تأثير السكرالوز في أدمغة الأطفال والمراهقين، خصوصًا أولئك المعرضين لخطر الإصابة بالسمنة، وسط مخاوف من أن الدماغ النامي أكثر حساسية لتأثير هذه المواد.

وتختم بيج بالقول: "علينا أن نتساءل بجدية عمّا إذا كان تعرّض الأطفال المنتظم لهذه المُحلّيات قد يُحدث تغييرات طويلة الأمد في أدمغتهم وسلوكهم الغذائي، ما يجعل هذه المرحلة العمرية فرصة حاسمة للتدخل والوقاية".

في ضوء هذه النتائج، يدعو خبراء الصحة العامة إلى ضرورة إعادة تقييم دور المُحلّيات الصناعية في الحميات الغذائية، خاصة عند استخدامها على المدى الطويل، مع أهمية الوعي بالمخاطر المحتملة التي قد تتجاوز حدود السعرات الحرارية.

المُحلّيات الصناعية، السكرالوز، أضرار المُحلّيات الصناعية، تأثير السكرالوز في الدماغ، سبليندا، الشهية والجوع، بدائل السكر، أضرار سبليندا، أبحاث المُحلّيات الصناعية، السكر الصناعي وخطر السمنة، تأثير المُحلّيات في الأطفال، التحكم في الشهية، المخاطر الصحية للمُحلّيات، دراسات السكرالوز، السكرالوز والجوع، تأثير المُحلّيات الصناعية في الدماغ