الخميس 26 يونيو 2025 02:21 صـ 1 محرّم 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

547 صاروخًا وأكثر من 1100 مسيّرة إيرانية ضربت عمق إسرائيل .. ما هي خسائر تل أبيب؟

الأربعاء 25 يونيو 2025 11:46 مـ 29 ذو الحجة 1446 هـ
حرب إيران وإسرائيل
حرب إيران وإسرائيل

في تصعيد غير مسبوق، شهدت إسرائيل خلال الأيام الـ12 الماضية واحدة من أعنف الهجمات في تاريخها الحديث، بعد أن أمطرتها إيران بوابل من الصواريخ والمسيّرات الهجومية التي اخترقت جزءًا كبيرًا من دفاعاتها الجوية، مخلفة أضرارًا هائلة في البنية التحتية، وأضرارًا بشرية واقتصادية جسيمة، وسط حالة من التكتم الرسمي الإسرائيلي حول الحجم الحقيقي للخسائر.

547 صاروخًا و1100 مسيّرة: هجوم منسّق ومكثّف

خلال 12 يومًا فقط من المواجهة، أطلقت إيران أكثر من 547 صاروخًا، إلى جانب أكثر من 1100 مسيّرة هجومية استهدفت العمق الإسرائيلي في واحدة من أكثر الهجمات تنسيقًا وكثافة منذ عقود، بحسب ما أظهرته التقارير العسكرية والإعلامية الإسرائيلية.

ورغم امتلاك إسرائيل واحدة من أكثر منظومات الدفاع الجوي تطورًا في العالم، إلا أن 63 صاروخًا ومسيّرة نجحت في اختراق هذه الدفاعات والوصول إلى أهداف حساسة داخل البلاد، متسببة في مشاهد دمار وخراب لم تشهدها إسرائيل بهذا الشكل من قبل.

خسائر بشرية ودمار واسع في البنية التحتية

التقارير الإسرائيلية كشفت أن حصيلة القتلى نتيجة هذه الهجمات بلغت 29 شخصًا، فيما تجاوز عدد المصابين 3400 إصابة، بينهم العشرات في حالات خطيرة، ما يعكس حجم الخطر الذي شكلته الصواريخ والمسيّرات الإيرانية رغم الإجراءات الوقائية والدفاعية المشددة.

أما على مستوى الأضرار المادية، فقد أشارت تقارير رسمية وإعلامية إلى تضرر أكثر من 11 ألف عقار بدرجات متفاوتة، خاصة في المناطق الجنوبية للبلاد، ومحيط مدينة تل أبيب، حيث تركزت معظم الهجمات الصاروخية والمسيّرات.

خسائر بمليارات الدولارات وشكاوى تعويضات بالآلاف

في أعقاب هذه الهجمات، سجلت السلطات الإسرائيلية نحو 39 ألف شكوى رسمية تقدم بها مواطنون للمطالبة بتعويضات مالية عن الخسائر التي لحقت بممتلكاتهم الخاصة، سواء كانت منازل، متاجر، أو سيارات، حيث قدّرت لجنة المالية في الكنيست قيمة هذه المطالبات بأكثر من مليار ونصف المليار دولار، وسط مخاوف من ارتفاع هذه الأرقام مع استمرار تقييم الأضرار.

منشآت استراتيجية تحت الضربات

لم تقتصر الأضرار على المناطق السكنية والممتلكات الخاصة، بل طالت منشآت حكومية حيوية واستراتيجية، أكدت التقارير الإسرائيلية أنها تضررت بشكل بالغ، أبرزها منشآت شركة "مصاف النفط" في مدينة حيفا، والتي تُعد من أبرز مراكز الطاقة في البلاد، إلى جانب منشآت تابعة لشركة الكهرباء في مدينة أسدود الساحلية، ما تسبب في انقطاعات كهربائية واسعة النطاق في عدة مناطق.

وأصابت الهجمات منشآت أكاديمية وبحثية حساسة، أبرزها معهد وايزمان للعلوم قرب تل أبيب، المعروف بدوره في تطوير الأبحاث التكنولوجية والعلمية الدقيقة، إضافة إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع، ما أثار قلقًا داخليًا واسعًا بشأن تأثير هذه الضربات على القطاع الصحي والخدمات العامة.

ولم تسلم الشركات الخاصة من هذه الهجمات، إذ ألحقت الصواريخ والمسيّرات الإيرانية أضرارًا بالغة بعدة منشآت صناعية وتجارية، ما ينذر بتأثير طويل الأمد على الاقتصاد الإسرائيلي، خصوصًا في ظل توقف بعض المرافق الحيوية بشكل مؤقت بسبب الأضرار التي لحقت بها.

تكتم رسمي ومشاهد دمار توثّق الحقيقة

ورغم ضخامة الأضرار، تواصل السلطات الإسرائيلية التزام الصمت الرسمي والتكتم على الحجم الحقيقي للخسائر، في محاولة واضحة للسيطرة على الرأي العام ومنع تفاقم القلق الشعبي، خاصة في ظل الأجواء المشحونة التي تعيشها البلاد.

إلا أن مشاهد الدمار الواسعة التي تداولتها وسائل الإعلام المحلية والعالمية وشبكات التواصل الاجتماعي، كانت كفيلة بكشف حجم الكارثة، حيث أظهرت الصور والفيديوهات بنايات مدمرة، شوارع مليئة بالحطام، سيارات محترقة، وأحياء سكنية منكوبة، لا سيما في الجنوب الإسرائيلي ومحيط العاصمة الاقتصادية تل أبيب.

إسرائيل أمام أعنف ضربة في عمقها منذ عقود

يرى مراقبون أن هذه الهجمات تشكل أخطر وأعنف ضربة تتعرض لها إسرائيل في عمقها منذ عقود، ليس فقط بسبب حجم الأضرار البشرية والمادية، بل أيضًا لما تحمله من دلالات استراتيجية، تعكس تغيّر قواعد الاشتباك في المنطقة، وتكشف مدى تطور قدرات إيران الصاروخية والهجومية، وتراجع فعالية بعض منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية في التصدي لهجمات مركّبة بهذا المستوى.

قلق داخلي وتحذيرات من تداعيات طويلة الأمد

في ظل هذه الأوضاع، يتصاعد القلق داخل الأوساط الإسرائيلية من تداعيات هذه الهجمات على المدى البعيد، خاصة على الاقتصاد الإسرائيلي الذي يواجه بالفعل تحديات كبيرة، وعلى معنويات المواطنين، الذين باتوا يشعرون أكثر من أي وقت مضى بأن العمق الإسرائيلي لم يعد بمأمن من الضربات الخارجية.

كما تحذر جهات أمنية من احتمال تكرار هذه الهجمات مستقبلًا، سواء من إيران أو من وكلائها في المنطقة، ما قد يفرض على الحكومة الإسرائيلية إعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية والهجومية، والعمل على تعزيز منظومات الدفاع الجوي، وتطوير استراتيجيات ردع جديدة، للحد من المخاطر المحتملة.

إيران، إسرائيل، الصواريخ الإيرانية، المسيّرات الإيرانية، الهجوم الإيراني على إسرائيل، الحرب الإيرانية الإسرائيلية، منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، أضرار الهجمات الإيرانية، تل أبيب، صواريخ إيران، عمق إسرائيل، خسائر إسرائيل، التصعيد في الشرق الأوسط، المواجهة الإيرانية الإسرائيلية، معهد وايزمان، مستشفى سوروكا، منشآت النفط في حيفا، الأضرار في إسرائيل، الكنيست، تعويضات الحرب، الدمار في تل أبيب.

موضوعات متعلقة