الخميس 26 يونيو 2025 01:56 صـ 1 محرّم 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

عبدالرحمن انيس: من يرفعون شعارات الغضب الشعبي غالبًا ما ينقلبون عليها عند الوصول إلى السلطة

الخميس 26 يونيو 2025 12:10 صـ 1 محرّم 1447 هـ
عبدالرحمن انيس
عبدالرحمن انيس

في تصريح لافت للانتباه، أكد الصحفي العدني عبدالرحمن أنيس أن هناك فجوة واسعة بين الخطاب السياسي الذي تُرفع باسمه الأصوات في الشارع، وبين الممارسات الفعلية لذات الشخصيات عندما تصل إلى مواقع النفوذ والسلطة.

وقال أنيس إن "كثيرًا من الذين يظهرون اليوم كمتحدثين باسم الغضب الشعبي، ويطرحون أنفسهم كصوتٍ للمحرومين والمهمشين، هم في الحقيقة خارج دائرة القرار، ويتحدثون من موقع لا يتحمل فيه خطابهم أي مسؤولية عملية".

وأشار في حديثه إلى أن التجربة السياسية في المنطقة، وبخاصة على المستوى المحلي، تؤكد أن أغلب هذه الأصوات، بمجرد دخولها حلبة الحكم، تبدأ في التخلي عن المبادئ التي كانت ترفعها، بل وتُشكك في نوايا المحتجين الحقيقيين، وتتحول إلى أدوات قمع لأي تحرك شعبي يطالب بما كانوا يهتفون له بالأمس.

وأضاف أنيس: "من المفارقات المؤلمة أن بعض الوجوه التي تتصدر اليوم المشهد السياسي والحكومي، كانت حتى وقت قريب من أشد المنتقدين لتردي الأوضاع المعيشية، وكانوا يتحدثون بصوت عالٍ عن الفقر والجوع وانهيار الخدمات العامة. لكن ما إن دخلوا دائرة القرار حتى خفتت أصواتهم، وتبدلت مواقفهم، بل ووقفوا في وجه كل من يطالب بتحقيق ذات المطالب التي كانوا يرفعونها بالأمس".

وتابع الصحفي المعروف أن "الحقيقة أن الامتحان الحقيقي للمواقف لا يكون في المعارضة، حيث يسهل إلقاء الكلمات الجميلة والاتهامات، بل حين تتاح الفرصة لتلك القوى لترجمة خطابها إلى سياسات وقرارات على أرض الواقع. وهناك من سقط سريعًا في أول اختبار حقيقي للمسؤولية".

واختتم عبدالرحمن أنيس حديثه بنبرة تأمل وتأمل عميق، قائلاً: "تبقى قلة نادرة فقط ممن يتمسكون بمبادئهم في كل الظروف، لا يبدّلون مواقفهم حين تتغير مواقعهم أو تزداد صلاحياتهم. لكن أمثال هؤلاء قلّما يصلون إلى مراكز القرار، لأنهم لا يحبون السلطة، ولا هي تحبهم".