الإثنين 30 يونيو 2025 11:30 مـ 5 محرّم 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

أين اختفت صواريخ الحوثيين بعد تهديداتهم لأميركا؟

الإثنين 30 يونيو 2025 09:36 مـ 5 محرّم 1447 هـ

تزامن دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ مع صمت لافت من جماعة الحوثي، التي كانت قد لوّحت بالتصعيد ضد السفن الأميركية في البحر الأحمر، ضمن ما وصفته سابقًا بالرد على القصف الأميركي لمنشآت نووية إيرانية. غير أن دخول الاتفاق حيز التنفيذ، الثلاثاء 23 يونيو الجاري، أتاح للجماعة التراجع عن تهديداتها دون كلفة سياسية مباشرة. وفقا لتقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط.

وبرغم اقتصار ردها على إطلاق محدود للصواريخ باتجاه إسرائيل بعد الضربة الإسرائيلية لطهران في 13 يونيو، تُرجّح التقديرات أن تواصل الجماعة هجماتها باتجاه تل أبيب تحت شعار "نصرة غزة"، في تناغم دعائي مع خطاب طهران الذي أعلن "تحقيق الانتصار".

التهديد الذي أطلقته الجماعة بالعودة لاستهداف السفن الأميركية، عقب قصف واشنطن للمفاعلات الإيرانية يوم الأحد، لم يُترجم إلى أي تحرك فعلي. وكان الحوثيون قد تعهدوا في مايو الماضي، عبر وساطة عُمانية، بوقف الهجمات البحرية على السفن الأميركية بعد تلقيهم أكثر من 1700 ضربة جوية وبحرية ضمن حملة شنّتها واشنطن في مارس.

منذ ذلك الحين، اكتفى الحوثيون باستهداف متقطع لإسرائيل، بالتزامن مع إعلانهم نية فرض حظر جوي على مطار بن غوريون. بالمقابل، شنّت تل أبيب سلسلة من الضربات الجوية طالت مطار صنعاء وأخرجته عن الخدمة، ودمرت البنية التحتية لموانئ الحديدة، إلى جانب منشآت مدنية ومصنعَي إسمنت ومحطات كهرباء.

ومع تحييد "حزب الله" والميليشيات العراقية، وتركيز الضغط العسكري على الداخل الإيراني خلال المواجهة التي استمرت 12 يومًا، بات الحوثيون -بحسب مراقبين- في صدارة المشهد كأداة الضغط المتبقية، ما قد يدفع إسرائيل إلى تكثيف ضرباتها في اليمن.

قبيل الهجوم الأميركي على المنشآت الإيرانية، كان المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع قد حذر من أن الجماعة "لن تسكت" على أي دعم أميركي لإسرائيل، مؤكدًا مراقبة "كل التحركات المعادية"، وتوعد بـ"إجراءات دفاعية مشروعة". تصريحات مماثلة أدلى بها مهدي المشاط، الذي شدد على أن جماعته سترد على "أي مشاركة في العدوان على إيران بكل الطرق المشروعة".

وتشير تقارير يمنية ودولية إلى أن مناطق سيطرة الحوثيين تضم خبراء من إيران و"حزب الله" يشرفون على عمليات الإطلاق والتدريب، ما يربط أداء الجماعة ميدانيًا بالمستوى التنفيذي الإيراني.

فيما تؤكد الجماعة أن عملياتها لن تتوقف إلا برفع الحصار عن غزة، ترى الحكومة اليمنية أن الحوثيين يستخدمون الحرب كغطاء سياسي، وأن هجماتهم لم تخدم الفلسطينيين، بل جلبت موجات من الضربات الإسرائيلية القاسية التي ألحقت دمارًا واسعًا بالبنى التحتية.

ومنذ انخراط الحوثيين في الهجمات البحرية في نوفمبر 2023، دخلت جهود الوساطة الأممية في حالة جمود، وسط تهدئة هشة بين الحكومة والجماعة المدعومة من إيران، في وقت يترقب فيه المراقبون ما إذا كانت طهران ستعيد تحريك وكلائها بعد تثبيت التهدئة على الجبهة المباشرة مع إسرائيل.

موضوعات متعلقة