الخميس 10 يوليو 2025 09:30 مـ 15 محرّم 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

أم تُنادي بعدالة مفقودة: الكاتبة رولا القط وقصتها مع أبنائها

الخميس 10 يوليو 2025 06:22 مـ 15 محرّم 1447 هـ
هزاع البيل
هزاع البيل

في عالمٍ اعتادت فيه أن تكون الراوية لا الرواية، وجدت الصحفية والكاتبة الفلسطينية–اللبنانية رولا القط نفسها في موقع من تحكي عنهم: امرأة تواجه ظلماً صامتاً، وأم تُسلب منها حضانة أطفالها في ظل تعقيدات قانونية واجتماعية لم ترحم قلبها ولا قلمها.

رولا، التي عُرفت بمواقفها الإنسانية وكتاباتها المؤثرة في الدفاع عن قضايا اللاجئين والنساء في مناطق النزاع، تعيش اليوم معركة شخصية أشدّ مرارة من كل ما دوّنته من قبل.

معركة بدأت بعد انفصال أُجري قبل عامين، واستمرّت خلالها بالعيش في نفس المنزل مع والد طفليها، في وضع معقّد لم يكن سهلاً على أيّ طرف. لكن ما لم يكن بالحسبان، هو أن يتحوّل هذا الهدوء الهش إلى قرار مفاجئ: فصل الأم عن ولديها دون حكم محكمة، ودون سند قانوني واضح يبرر انتزاع إلياس وياسمينا منها.

تقول رولا في أحد نصوصها المنشورة مؤخرًا:

“لم أكن أتوقع أن أكون أنا الخبر. أن أستفيق يومًا، وأجد أبواب الأمومة موصدة بوجه قلبي.”

بعيدًا عن التفاصيل القانونية التي ما زالت تُناقش في المحاكم، تبقى القصة في جوهرها قصة وجع إنساني حقيقي. رولا لم تَسعَ لنزع الأطفال من والدهم، ولم تطالب بإقصائه، بل طالبت بشيء بسيط: أن تبقى أمًا. أن تحافظ على حقها الطبيعي في أن تربي طفليها، أن تكون حاضرة في تفاصيلهما اليومية، أن تسمع ضحكاتهما، وأن تحتضنهما حين يبكيان.

منذ ذلك اليوم، تحوّل قلم رولا إلى منبر استغاثة. كتبت، ونادت، وصرخت دون أن تفقد احترامها لأحد، لكنها لم تجد بعد أذانًا تسمع، ولا قرارًا يُعيد التوازن إلى قلبها المنكسر.

هي اليوم، مثل كثير من النساء في هذا العالم، لا تطالب بالعطف، بل بالعدل. لا تطلب الانتقام، بل الإنصاف.

قضية رولا القط ليست مجرد قضية حضانة أو نزاع أسري.

إنها مرآة لما يمكن أن يحصل حين يُستخدم القانون كأداة تعمية، وحين تُستبعد إنسانية المرأة من المشهد.

وهي أيضًا تذكير صارخ بأن أقسى المعارك، ليست تلك التي تُخاض بالسلاح، بل تلك التي تُخاض بالصمت… في ساحات العدالة الغائبة.