فضيحة ”البلطجة الإلكترونية” تحرج ”عيدروس الزبيدي” وتهز عرش الانتقالي

لم يحدث على وجه الأرض منذ أن خلق الله هذه الدنيا وما عليها، أن اتفق الجميع على رأي واحد تجاه شخصية ما أو حدث بارز، فحتى أعظم الخلق واشرفهم واكرمهم محمد رسول الله عليه افضل الصلاة والتسليم، لم يقبل به الجميع ولقي معارضة شديدة حتى من أقرب الناس إليه، فالاختلاف والاتفاق هي سنة الكون، فما تراه انت جيد ومناسب قد ينظر إليه غيرك عكس ما تراه انت، وربما انت تحب اللون الأبيض، بينما ابنك أو ابنتك يحبون الأسود أو الأخضر، فهذه طبيعة الحياة، فلو كانت طباع الناس واذواقهم وحياتهم على نسق واحد لصارت الحياة رتيبة ومملة.
ورسالة أخوية صادقة اوجهها للقائد " عيدروس الزبيدي" رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بأن عليه ان يدرك جيدا بأن معاناة أبناء الجنوب، وخاصة أبناء مدينة عدن الباسلة فاقت كل الحدود ولا يمكن السكوت عليها، وعليه ان يخوض تجربة بسيطة سواء هو شخصيا أو أي قيادي في المجلس الانتقالي، فيترك الفندق أو القصر الذي يعيش فيه مع عائلته في الخارج، ويعودون جميعا للعاصمة عدن، بحيث تقطع عليهم الرواتب والماء والكهرباء، لكي يعيش الحياة التي يعيشها البسطاء من أبناء عدن فقط لمدة اسبوع واحد، وعندها سيدرك كل قادة الانتقالي وعائلاتهم الذين يعيشون في الخارج، أن صبر أبناء الجنوب على معاناتهم يفوق صبر أيوب عليه السلام.
نعم اخي عيدروس الزبيدي، لا ينبغي تكميم الافواه التي تطالب بأبسط الأمور ومتطلبات الحياة الضرورية التي تنقذه هو وعائلته من الموت، ولا ينبغي أن نرمي ملايين الجنوبيين بالخيانة والعمالة والتهم الجاهزة حين يطالبون بحق مشروع لهم.
يتوجب على كافة القيادات العقلانية في المجلس الانتقالي، الاصغاء والاستماع للكلمة الصادقة، فقد صدرت تحذيرات كثيرة للمجلس وقياداته، وجميعها تصب في النصح والرأي السديد، وكان أبرزها التحذيرات التي أطلقها "هاني البيض" نجل الرئيس الأسبق علي سالم البيض، والتي حذر فيها من تحويل النقد السياسي إلى تهمة خيانة في أوساط بعض نشطاء المجلس الانتقالي الجنوبي، مؤكداً أن مثل هذه الممارسات تُسيء إلى "القضية الجنوبية" أكثر مما تخدمها. ودعا، في منشور عبر منصة X، إلى احترام الرأي الآخر ووقف التخوين والشيطنة التي تستهدف النخب والشخصيات المعارضة.
وأشار البيض إلى أن بعض النشطاء يمارسون تشويهاً ممنهجاً ضد كل من ينتقد أو يرفض التماهي مع سياسات المجلس الانتقالي، متهماً إياهم بتصنيف المعارضين كـ"حوثيين" أو "إخوان" أو "عفاشيين" دون أساس، وأكد أن هذه الممارسات، التي وصفها بـ"البلطجة الإلكترونية"، تهدف إلى تكميم الأفواه وإثارة الكراهية، مما يوسع الهوة بين الانتقالي والشارع الجنوبي.
هذه نصيحة مخلصة من أحد أبناء الجنوب، ومن أسرة كريمة مشهود لها بالوطنية والاخلاص، فالبلطجة الإلكترونية باتت فضيحة، وصارت رائحتها تزكم الانوف، فهؤلاء يهاجمون كل من يطالب بحقه وبما هو مشروع لكل مواطن، ولأنهم لا يجدون ردا منطقيا، فهم يسارعون بكيل التهم لكل مواطن بسيط يطالب بأبسط الحقوق التي توفر له حياة كريمة، فمن هو عدو الوطن، هل هو ذلك الذي يطالب بحق مشروع أم ذلك البلطجي الذي يحرم الجائع من لقمة تسد رمقه أو عطشان يطالب بشربة ماء، بل إن البلاطجة الإلكترونيون، تجاوزا ذلك، ومنعوا الجائعين والعاطشين حتى من إطلاق صرخة تنقذهم من الموت هم وكل أفراد أسرهم.
أن ما يفعله هؤلاء البلاطجة، يشبه ما فعله قوم ابراهيم عليه السلام حين حطم اصنامهم، فقد أدرك القوم انه يمتلك حجة قوية وان هذه الأحجار التي يعبدونها لا يمكن أن تكون آلهة، وإلا كيف تعجز عن الدفاع عن نفسها، ولأنه لم يكن لديهم حجة مقنعة للرد عليه، فقد صرخوا بصوت واحد مطالبين بأن يتم رميه في النار التي انقذه الله منها، وهكذا يفعل البلاطجة حين لا يجدون ردا منطقيا، فيستخدمون القوة والتخوين لترهبب أصحاب الحق واسكات افواههم، حتى يموتون جوعا وعطشا بصمت وخوف وهو أمر لا ينبغي للقائد عيدروس الزبيدي ان يسمح به.