”عبوات في الظلّ.. استهداف مزدوج لقوات المقاومة بتعز”

كشفت مصادر محلية وأمنية متطابقة عن توسّع ملحوظ في رقعة التفجيرات التي تستهدف مناطق سيطرة قوات المقاومة الوطنية في محافظة تعز، في مؤشر على تصاعد التوترات الأمنية وتعقيد المشهد الميداني في المحافظة، وسط مخاوف من تجدد حملات الاغتيالات والهجمات الخفية التي تطال مراكز النفوذ العسكري.
وأكدت المصادر أن عبوتين ناسفتين انفجرتا، اليوم، مستهدفتين طقماً عسكرياً تابعاً لقوات المقاومة الوطنية في مدينتي المخا والتربة، خلال توقفهما في مناطق سكنية مدنية، ما أسفر عن أضرار مادية في المركبات، وإصابة عدد من المدنيين بجروح طفيفة، نُقلوا على إثرها إلى مراكز طبية محلية لتلقي العلاج.
وأوضحت المصادر أن الانفجار الأول وقع في مدينة التربة جنوبي تعز، أمام منزل أحد منتسبي قوات المقاومة الوطنية، الذي كان يقضي إجازته مع أسرته، حيث انفجرت عبوة ناسفة مزروعة قرب الطقم العسكري أثناء توقفه في الشارع الرئيسي، ما تسبب في حالة من الذعر بين السكان وتهشّم واجهات عدد من المنازل والمحال التجارية القريبة.
في السياق ذاته، شهدت مدينة المخا الساحلية، غربي تعز، انفجاراً مماثلاً استهدف طقماً عسكرياً آخر تابعاً للمقاومة الوطنية، كان متوقفاً بالقرب من أحد الفنادق في حي مدني مزدحم، حيث تم تفجير عبوة ناسفة عن بعد، وفق ما أفاد به شهود عيان، ما أدى إلى تضرر الطقم ووقوع إصابات طفيفة بين المارة.
وأشارت المصادر إلى أن قوات المقاومة الوطنية فرضت إجراءات أمنية مشددة في أعقاب الحادثين، وشنت حملات تفتيش واسعة في المدينتين، وسط مخاوف من أن تكون هذه التفجيرات جزءاً من سلسلة هجمات مخططة تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ولم تعلن أي جهة حتى اللحظة مسؤوليتها عن الهجومين، في وقت تُشير تحليلات أمنية إلى احتمال تورط خلايا نائمة تعمل خارج إطار التنظيمات الرسمية، أو جهات محلية متضررة من الوضع الأمني والعسكري الراهن.
ويأتي هذا التصعيد في ظل توترات متزايدة في جبهات القتال بتعز، التي تشهد صراعاً ممتداً بين قوات المقاومة الوطنية من جهة، وميليشيات الحوثي من جهة أخرى، فيما تبقى المدينة ساحة صراع جيوسياسية معقدة، تتقاطع فيها مصالح محلية وإقليمية.
وأعرب سكان محليون عن قلقهم البالغ من تكرار مثل هذه الحوادث، داعين الأطراف العسكرية إلى تكثيف إجراءات الحماية، وتفكيك الألغام والعبوات المزروعة في المناطق الحضرية، حفاظاً على أرواح المدنيين وسلامة البنى التحتية.
في المقابل، أكد مراقبون أن استهداف الطواقم العسكرية في مناطق مدنية يعكس تطوراً خطيراً في أساليب الهجمات، ويدعو إلى تفعيل آليات الاستخبارات المحلية وتعزيز التعاون الأمني بين مختلف الكيانات العسكرية في المحافظة، لمنع تدهور الوضع الأمني أكثر.
ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادثين، وتحديد الجهة المنفذة، في وقت تتوالى الدعوات إلى تحييد المدنيين والمناطق السكنية عن أي صراعات أمنية أو عسكرية، تجنباً لوقوع كوارث إنسانية جديدة في واحدة من أكثر المحافظات اليمنية معاناة من الحرب.