• الرئيسية
• المشهد الدولي

هل يمكن لموجات عملاقة أن تجتاح سواحل آلاف الكيلومترات حول المحيط الهادئ بعد زلزال هز كامتشاتكا؟ اليوم، أعلن مسؤولون روس عن تسجيل واحد من أقوى الزلازل في التاريخ الحديث بقوة 8.8 درجات ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا، ما تسبب في موجات تسونامي هائلة وصلت إلى أربعة أمتار، وأثارت تحذيرات طارئة شملت روسيا، اليابان، وأجزاء من الولايات المتحدة.

في تفاصيل الخبر، أكّد حاكم كامتشاتكا فلاديمير سولودوف عبر فيديو نشره على تيليجرام أن هذا الزلزال كان "الأقوى منذ عقود" في المنطقة، ما دفع السلطات إلى تنفيذ عمليات إخلاء واسعة تحسباً لمخاطر موجات التسونامي. وأضاف وزير الطوارئ سيرجي ليبيديف أن موجات التسونامي التي اجتاحت شمال جزر الكوريل وصلت ارتفاعها إلى ثلاثة أو أربعة أمتار، مع تحذير السكان المحليين بضرورة الابتعاد عن الساحل فوراً.

لم تقتصر التحذيرات على روسيا فقط، بل شملت سواحل اليابان من الشرق إلى الشمال، وحتى جنوب أوساكا، فضلاً عن جزر مجاورة، بالإضافة إلى أجزاء من الساحل الأمريكي. ويذكر أن مركز الزلزال كان قريباً جداً من موقع زلزال تاريخي مدمر وقع عام 1952، بقوة تسع درجات، والذي أدى حينها إلى موجات تسونامي دمرت مناطق واسعة في المحيط الهادئ.

تسجل أجهزة الرصد في المنطقة أكثر من ست هزات ارتدادية بعد الزلزال الرئيسي، منها هزات عنيفة تجاوزت 6 درجات، مما يزيد من القلق بشأن استمرارية الخطر.

لكن ما هو تسونامي بالضبط؟ الكلمة اليابانية "تسونامي" تعني "موجة الميناء"، وهي عبارة عن سلسلة من الموجات العملاقة الناتجة عن اضطرابات تحت سطح البحر، عادةً نتيجة زلزال عنيف. وفقاً لتقرير صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية، فإن موجات التسونامي يمكن أن تسبب فيضانات ساحلية كارثية قد تستمر لساعات أو حتى أيام، وتتطلب إجلاء السكان إلى مناطق مرتفعة آمنة.

تسلط الأمم المتحدة الضوء على ندرة حدوث تسونامي لكنها تحذر من حجم الدمار الذي تسببه. ففي القرن الماضي، حدثت 58 موجة تسونامي فقط، لكنها أودت بحياة أكثر من 260 ألف شخص حول العالم، بمعدل وفاة يتجاوز 4600 شخص في كل كارثة، وهو معدل يفوق كثيراً مخاطر الكوارث الطبيعية الأخرى.

مع استمرار الرصد والتحذيرات، يبقى السؤال الأهم: هل مناطق أخرى مثل الإسكندرية المصرية عرضة لهذا الخطر؟ وما هي الإجراءات الوقائية التي يجب اتخاذها لضمان سلامة الملايين؟.