الخميس 31 يوليو 2025 04:50 مـ 6 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

مقرب من طارق صالح يروي لأول مرة: كيف واجه الزوكا الحوثيين

الخميس 31 يوليو 2025 12:14 صـ 6 صفر 1447 هـ
الزوكا
الزوكا

في لحظة حزينة مليئة بالحنين والذكرى، أطلق الكاتب والناشط السياسي المؤتمري كامل الخوداني، أحد أبرز الأصوات الإعلامية المقربة من المشير طارق صالح، مقالاً مؤثراً بعنوان: "نم أيها الشبواني العظيم"، يُحيي فيه ذكرى القيادي المؤتمري الكبير عارف عوض الزوكا، الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام سابقاً، الذي اغتيل في 6 ديسمبر 2017 خلال الانقلاب الحوثي على الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.

الخوداني، وفي سردٍ شخصي مؤثر، تجول داخل ملف الذكريات، وفتح صفحات من ماضٍ زاخر بالوفاء، والقيادة، والانتماء، ليُبرز من خلالها صورة الزوكا ليس فقط كقيادي تنظيمي بارع، بل كـ"رب أسرة" جمع حوله القيادات والكوادر تحت مظلة "البيت" لا "الحزب"، وتحت سقف "الثقة" لا "السلطة".

"هذا ابننا... نحن من نعاقبه"

يروي الخوداني موقفاً لا ينسى من مفاوضات الكويت عام 2015، حين تحدّث القيادي الحوثي عبدالكريم الحوثي تهديداً بحقه، فكان رد الزوكا صارخاً وحاسماً:

"هذا ابننا يا عبدالكريم، إذا أخطأ نحن من نعاقبه، وليس أنتم. سوف نسكت مائة واحد عليكم، التزموا حدودكم."

وأضاف: "في مساء ذلك اليوم، رن هاتفي بصوتك الغاضب تقول: 'أنا قلت لك تبطل المشاكل، حقك باقي نتقاتل احنا والحوثيين بسببك، اهدأ... لحقك الجنان'".

"زرناكم نشوفكم ونخزن... لسنا ممن يتركوا ابنائهم"

في مشهد آخر، يصف الخوداني لحظة زيارة مفاجئة من الزوكا والشيخ ياسر العواضي إلى ديوانه المتواضع، وسط أعنف مراحل الصراع مع الحوثيين، حيث دخلا دون إعلام، فقط "لنشوفكم ونخزن... ونقول لكم: لن نترككم، كنتم على صواب أو على خطأ".

وهذا الموقف، كما يؤكد الكاتب، كان كفيلاً بأن يمنح كل قيادي مؤتمري شعوراً لا يُوصف بالأمان والانتماء، "لم نكن نخشى شيئاً، لأننا كنا نملك قيادة نستند عليها".

"نحن لا نترك أبناءنا"

ويُبرز الخوداني موقفاً نادراً، حين اجتمع الزوكا بحضور شخصيات حوثية بارزة آنذاك، كـصالح الصماد وأحمد حامد وحسين العزي، ليجبرهم على الاعتذار له بعد محاولة اغتياله، مؤكداً: "نحن لا نترك أبناءنا"، في تعبير جمع بين القوة السياسية والقيمة الأخلاقية.

"ما الذي تغير؟"

يتساءل الخوداني، في لحظة تأمل مؤلمة:

"لا أدري لماذا أتذكر كل هذا الآن؟ لكنها ذكرى أعظم قيادات المؤتمر تنظيمياً، والأكثر شجاعة ورجولة ووفاء في اليمن... أسمه عارف عوض الزوكا."

ويضيف: "أنا المركون هنا في زاوية غرفتي المظلمة، وشريط الذكريات يمر أمامي... ماذا لو كان لا يزال معنا؟ هل كنت أشعر بهذه المرارة؟"

ختامٌ بدعاء خالد

يُنهي الكاتب مقاله بدعاء مؤثر:

"نم أيها الشبواني العظيم، لك الرحمة، ولك المجد، ولك الخلود."