حضرموت تنتفض.. صحفي: انتهاء أسطورة ”القيادات الحكيمة” وانكشاف وجوه المتاجرة بالجوع!

قال الصحفي والكاتب السياسي البارز صلاح السقلدي إن اتساع رقعة التظاهرات الشعبية السلمية لتشمل حضرموت الداخلية، المعقل التاريخي للمنطقة العسكرية الأولى ومناطق نفوذ الأحزاب السياسية، وبخاصة حزب الإصلاح، إضافة إلى مناطق الثروة في الجنوب، يُعد دليلاً ساطعاً على بطلان وتفاهة ما يُروج له من نظريات مؤامرة مغرضة، تُطلقها ما وصفها بـ"أبواق الفساد والتطبيل".
وأكد السقلدي في تصريح صحفي موسّع أن هذه الاحتجاجات العفوية والسلمية، التي تجتاح مختلف مدن وقرى الجنوب، تُسقط بشكل قاطع الادعاءات الزائفة التي تزعم أن التحركات الجماهيرية مدعومة من "خلايا موزمبيق"، أو أنها تستهدف فقط قيادات محددة، في إشارة ضمنية إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، أو أنها تحمل طابعاً حسدياً تجاه ما يُسمّى بـ"القيادات الحكيمة" و"الإنجازات المدهشة".
وأوضح أن التوسع الجغرافي للحراك الشعبي، ليشمل مناطق بعيدة عن مراكز النفوذ التي تُتهم بتحريض الاحتجاجات، يُثبت أن مطالب الناس عامة وشاملة، وأنها نابعة من معاناة حقيقية ومستمرة، لا من أجندات خارجية أو دوافع سياسية ضيقة. واعتبر أن الحديث عن "مؤامرة" أو "تدخل أجنبي" هو محاولة يائسة للتغطية على الفشل الإداري، وتفشي الفساد، واستمرار نهب ثروات الجنوب، وحرمان أهله من أبسط حقوقهم في العيش الكريم.
وأشار السقلدي إلى أن هذه الاحتجاجات السلمية، التي تعبر عن إرادة شعبية حرة، ستستمر وستصل إلى كل مدينة وقرية في الجنوب، حتى تُستعاد الحقوق المنهوبة، وتُوقف عبثية "عصابات الفساد واللصوص والهمجية الحاكمة"، على حد تعبيره. وشدد على أن المطالبة بالعدالة والخدمات والكرامة لا يمكن أن تُقمع بالشائعات أو التضليل، بل تتطلب استجابة جادة وحقيقية من قبل القائمين على الشأن العام.
وفي سياق متصل، لفت الكاتب السياسي إلى أن "الذين سيُصابون بالانزعاج الحقيقي من هذه الحركة الجماهيرية، وسيلجأون إلى تشويهها وتشيطنها، هم فقط الفاسدون ووكلاؤهم، ونوابغ النهب والسطو على ثروات البلاد، الذين يستفيدون من استمرار الأزمات، ويتغذون على معاناة الناس وجوعهم".
وأكد السقلدي أن صوت الشعب لا يمكن تجاهله، وأن التظاهرات السلمية تمثل وعياً جماعياً ناضجاً، يرفض الخداع، ويطالب بالمحاسبة والشفافية، ويصر على بناء دولة عادلة تحترم كرامة المواطن وتحمي مصالحه. وختم تصريحه بالقول: "لن يُرهبنا التضليل، ولن تُوقفنا الشائعات، فالحق لن يُسلب، والحقوق لن تُهدر إلى الأبد".