السبت 9 أغسطس 2025 10:52 مـ 15 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

عاجل: اشتباكات عنيفة وسط ”تل أبيب” واقتحام مقر القناة الإسرائيلية 13 أثناء البث المباشر ”شاهد”

السبت 9 أغسطس 2025 11:26 مـ 15 صفر 1447 هـ
من الاحتجاجات في تل أبيب
من الاحتجاجات في تل أبيب

في قلب تل أبيب، المدينة التي اعتادت أن تصدّر صورة القوة والسيطرة، تحولت الشوارع ليلة السبت إلى مسرح فوضوي يختلط فيه الدخان بصيحات الغضب. مشاهد لم تألفها إسرائيل: اقتحام استوديو تلفزيوني مباشر، أمهات أسرى يهددن رئيس الوزراء بالملاحقة القضائية، وشارع رئيسي مشلول تحت ألسنة النار. وسط كل هذا، يشتد الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو، التي تجد نفسها بين مطرقة الشارع وسندان الأسرى في غزة.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن مواجهات عنيفة اندلعت وسط تل أبيب بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون بإنهاء الحرب وإبرام صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية.

المتظاهرون أغلقوا شارع "أيالون" الحيوي وأضرموا النار في الإطارات، بينما اقتحم آخرون استوديوهات القناة الإسرائيلية 13 أثناء بث مباشر، مطالبين بوقف الحرب وإعادة الأسرى.

ولم تتأخر الشرطة في الدفع بوحدات الخيالة وفرق خاصة لفض التجمعات، وسط عمليات اعتقال في صفوف المحتجين، فيما لاحقت قواتها المتظاهرين في أحياء قريبة لمنع إغلاق شوارع أخرى.

إلى جانب ذلك، نقلت القناة 12 الإسرائيلية تهديد أمهات عدد من الأسرى بملاحقة نتنياهو قضائيًا إذا أصر على تنفيذ خطة احتلال كامل ما تبقى من غزة، محذرات من أن ذلك سيعرض حياة أبنائهن للخطر.
إحدى الأمهات خاطبت نتنياهو بلهجة حادة: "إذا احتلت غزة وقُتل المختطفون، سنلاحقك. سنذكّر الشعب يوميًا أنك فضّلت قتلهم على الصفقة".

الاحتجاجات اتسعت لتشمل دعوات إلى "إضراب عام يشل الاقتصاد الإسرائيلي" كوسيلة ضغط لوقف التصعيد العسكري والتوجه نحو المفاوضات.

هذه التطورات تأتي بعد إقرار الحكومة خطة تدريجية قدمها نتنياهو لاحتلال غزة بالكامل، تبدأ بتهجير سكان المدينة نحو الجنوب، ثم تطويقها وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية، وصولاً لمرحلة تستهدف مخيمات اللاجئين وسط القطاع، وهو ما ترفضه عائلات الأسرى بشدة.

وبين هتافات الشارع المشتعلة ومفاوضات الأسرى العالقة، يقف نتنياهو أمام واحدة من أعقد أزماته الداخلية، حيث لم يعد الضغط قادمًا من حدود غزة فحسب، بل من قلب تل أبيب نفسها. ومع تصاعد حدة المواجهات، يبدو أن الحرب لم تعد هناك فقط… بل انتقلت إلى الداخل الإسرائيلي.