”أخصائية أمريكية تكشف: البطيخ يحمي من أمراض القلب والجفاف.. فهل يستغله اليمنيون؟”

في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم أزمة نقص المياه والكهرباء في مختلف المحافظات اليمنية، تبرز فوائد البطيخ اليمني – ذاك الثمر الأحمر العصير – ليس فقط كفاكهة صيفية منعشة، بل كـ مصدر حيوي للترطيب والوقاية من الأمراض، وفق خبيرة التغذية الدكتورة ألكسندرا روزنستوك من مركز "ويل كورنيل للطب" ومستشفى نيويورك-بريسبتيريان.
وأشارت الخبيرة إلى أن كوبًا واحدًا من مكعبات البطيخ يحتوي على نحو 139 ملليلترًا من الماء، ما يجعله من أقوى الأطعمة الطبيعية التي تُساعد على تعويض السوائل المفقودة، خاصة في المدن اليمنية مثل عدن، تعز، المكلا، وصنعاء، حيث تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية صيفًا، ويُعاني السكان من شُحّة في إمدادات المياه الصالحة للشرب.
"البطيخ اليمني": كنز غذائي في زمن الأزمات
وأكدت الدكتورة روزنستوك أن البطيخ، وبخاصة النوع المزروع محليًا في الأراضي اليمنية الخصبة، يتمتع بنسبة مياه تفوق 90%، ما يجعله خيارًا مثاليًا للترطيب، سواء تم تناوله طازجًا أو على شكل عصير دون إضافة سكر. ولفتت إلى أن هذه الخاصية تجعله "طعام بقاء" في ظل انقطاع الكهرباء، حيث يصعب حفظ المشروبات الباردة، في حين يمكن تناول البطيخ فور قطعه دون الحاجة للتبريد.
مصدر طبيعي للإلكتروليتات في زمن نقص الخدمات
وأوضحت أن عصير البطيخ يُعد مصدرًا غنيًا بالإلكتروليتات الحيوية مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم، والتي يفقدها الجسم بكثرة عبر التعرق في الأجواء الحارة، خاصة لدى العاملين في الحقول أو السائقين والباعة المتجولين. وتشير إلى أن نقص هذه المعادن قد يؤدي إلى الإرهاق، التشنجات العضلية، وانخفاض القدرة على التركيز – مشكلات شائعة في المناطق اليمنية النائية.
مغذيات تدعم المناعة وصحة الجلد في ظل سوء التغذية
وفي سياق يعاني فيه نحو نحو 2 مليون طفل يمني من سوء التغذية، حسب تقارير الأمم المتحدة، أبرزت الخبيرة أن البطيخ يحتوي على فيتامينات ومعادن حيوية مثل:
- فيتامين A المهم لصحة العين، وهو نادر في الأنظمة الغذائية للكثير من الأسر اليمنية.
- فيتامين C الذي يعزز جهاز المناعة، ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض المعدية.
- اللوتين لحماية العين من التلف الناتج عن التعرض الطويل لأشعة الشمس.
- حمض الفوليك الضروري للحوامل، ونادر في الأطعمة المتوفرة بأسعار معقولة.
"السيترولين" في البطيخ: أمل لمرضى الضغط والسكري في اليمن
ومن أبرز ما كشفت عنه الخبيرة، هو احتواء البطيخ على الحمض الأميني "السيترولين"، الذي تُظهر الدراسات دوره في تحفيز إنتاج أكسيد النيتريك، وهو مركب يوسع الأوعية الدموية ويُساعد على خفض ضغط الدم – مشكلة متفشية في صفوف البالغين اليمنيين، خاصة في ظل نقص الأدوية وانهيار البنية الصحية.
كما أشارت إلى أن السيترولين قد يُحسن من حساسية الإنسولين، ما يمنحه أهمية كبرى في الوقاية من السكري من النوع الثاني، المرض الذي يشهد انتشارًا مقلقًا في اليمن.
مضادات أكسدة تُحارب الأمراض: الليكوبين في البطيخ الأحمر
وأضافت أن البطيخ، وبخاصة الأصناف ذات اللب الأحمر الغامق، غني بـ الليكوبين، وهو مضاد أكسدة قوي يحمي الخلايا من التلف، ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان. كما يحتوي على بيتا كاروتين وفيتامين C، مما يجعله "درعًا طبيعيًا" ضد الالتهابات والأمراض المزمنة.
دعم لفقدان الوزن وتحسين الأداء الرياضي
وفي إشارة قد تهم الشباب اليمني، أوضحت أن عصير البطيخ منخفض السعرات، ويساعد على الشعور بالشبع، ما يجعله خيارًا مثاليًا لمن يسعون لإنقاص الوزن أو الحفاظ على صحتهم في ظل القيود الاقتصادية. كما أشارت إلى أنه قد يقلل من آلام العضلات بعد بذل الجهد البدني، وهو ما يمكن أن يستفيد منه العمال، الرعاة، والرياضيون في الأرياف والمدن.
لا ترمِ القشر ولا البذور!
وأضافت الخبيرة لمسة عملية مهمة: "لا تقتصر الفائدة على لب البطيخ فقط"، مشيرة إلى أن قشر البطيخ يمكن تناوله بعد سلقه أو تخليله، وهو مصدر ممتاز للألياف، بينما البذور يمكن تحميصها وتناولها كوجبة خفيفة غنية بالبروتين والمغنيسيوم والزنك – وهي عادة شائعة في بعض المناطق الريفية اليمنية.
نداء إلى اليمنيين: استغلوا هذه الهدية الطبيعية
ودعا ناشطون يمنيون الى الاستفادة من بحث الدكتورة روزنستوك قائلين:
"في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه اليمن من نقص مياه، كهرباء، وخدمات صحية، فإن البطيخ ليس رفاهية، بل مورد صحي استراتيجي. استغلوه بذكاء: اشربوه طازجًا، وعلّمو أبناءكم قيمته، ولا تهملوا قشره وبذوره. ففي هذه الفاكهة البسيطة، تكمن قوة شفاء طبيعية قد تنقذ حياة."
خلاصة: البطيخ اليمني.. من سلة الفواكه إلى قائمة "الأدوية الطبيعية"
في بلد يعاني من تفشي الأمراض، نقص التغذية، وارتفاع درجات الحرارة، يبرز البطيخ ليس فقط كرمز للرياح الصيفية والضيافة اليمنية، بل كـ مصدر غذائي استراتيجي يمكن أن يُدمج في برامج التغذية الوقائية، ويدعم صحة الملايين، من صعدة إلى المهرة.
"في زمن الأزمات، أبسط الحلول تكون الأقوى… والبطيخ قد يكون أحد أذكى أسلحتنا ضد المرض والجفاف."