”اليمن يتحول إلى مختبر تجارب للقوى الكبرى.. تحذير صادم من نجل علي سالم البيض!”

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتصاعد خطاب التهديدات من قادة دول كبرى، يُنظر إلى اليمن اليوم ليس فقط كدولة تعيش حربًا مستمرة منذ أكثر من تسع سنوات، بل كـ"مرآة صادقة" تعكس حالة الفوضى، والانهيار الهيكلي، والتنافس الجيوسياسي الذي يهدد مستقبل الشرق الأوسط بأكمله.
وفي تصريحات لافتة، حذّر السياسي اليمني البارز هاني البيض من أن اليمن لم يعد مجرد بقعة جغرافية للصراع، بل بات "مختبرًا حيًا لنفوذ القوى الكبرى"، حيث تُختبر استراتيجيات الهيمنة، وتُرسم خرائط النفوذ على أنقاض دولة منهارة ومجتمع ممزق.
اليمن: مسرح الصراعات وساحة النفوذ
في حديثه قال هاني البيض:
"اليمن اليوم لم يعد فقط بلدًا يعاني من حرب داخلية، بل أصبح مرآة تعكس ما آلت إليه أحوال المنطقة برمتها. أرضنا تتنازعها القوى الداخلية والخارجية، ويستنزفها الفقر، وتنهكها الحروب، فيما يواجه مجتمعنا تحديات الانقسام، وتفكك النسيج الاجتماعي، وانحسار الهوية الثقافية تحت ضغط الولاءات المتصارعة والمصالح الآنية."
وأشار البيض إلى أن الصراع في اليمن لم يعد ثنائيًا بين أطراف محلية، بل تحول إلى شبكة معقدة من التداخلات الإقليمية والدولية، حيث تتقاطع مصالح إيران، والسعودية، والإمارات، وتركيا، وحتى القوى الغربية، في مشهد يُشبه "لعبة الشطرنج الكبرى"، حيث تُقدَّم التضحيات البشرية والوطنية على مذبح النفوذ الاستراتيجي.
نتنياهو يُطلق جرس الإنذار: هل نحن أمام موجة صراع جديدة؟
وأضاف البيض أن التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي تضمنت تهديدات صريحة ضد دول في المنطقة، ليست مجرد خطابات دبلوماسية، بل "جرس إنذار حقيقي" يُنبئ بتحولات جذرية قادمة.
"ما يُقال اليوم في تل أبيب قد يُكتب غدًا على أرض صنعاء أو عدن. التهديدات ليست مجرد كلمات، بل بوادر لعاصفة قد تبدأ بجملة وتنتهي بتغيير خرائط الدول وانهيار أنظمة."
وأكد أن تصاعد لهجة التهديد من قبل مسؤولين إسرائيليين، في سياق التوترات مع إيران وحلفائها، يُعيد تشكيل ديناميكيات الصراع في اليمن، حيث تُستخدم الجماعات المسلحة كأدوات غير مباشرة في صراعات بالوكالة، مما يعمق معاناة السكان، ويُطيل أمد الحرب التي أودت بحياة أكثر من 377 ألف شخص وفق تقديرات الأمم المتحدة، وجعل اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
هوية مهددة، ومستقبل مرهون بيد الآخرين
في تحليله العميق، حذر البيض من أن اليمن لا يفقد فقط سيادته السياسية، بل يشهد تآكلًا تدريجيًا لهويته الثقافية والاجتماعية، نتيجة الحرب المستمرة، وانقسام المجتمع، وتغول خطاب الكراهية.
"عندما تُمزق الخرائط، لا تُعاد رسمها دائمًا بيد أهلها. من لا يحمي نفسه في زمن الفوضى، فإن مستقبله سيرسمه الآخرون."
وأشار إلى أن تراجع التعليم، وانتشار الجهل، وانهيار المؤسسات الثقافية، يجعل من اليمن أرضًا خصبة للتلاعب الفكري والديني، حيث تُستغل الأزمات لفرض نماذج أيديولوجية خارجية، تُعيد تشكيل الوعي الجمعي للشعب اليمني.