”صورة صادمة من عدن: فقراء يبحثون عن لقمة عيش في مكبات النفايات.. هل نحن نائمون؟”

في ظل صمت رسمي وانحسار للدعم الإنساني، تُظهر صور مؤثرة تُتداول على منصات التواصل الاجتماعي واقعًا إنسانيًا مُرّا في مدينة عدن، يُجبر فيه فقراء ونازحون على اجتياز أكوام القمامة تحت درجات حرارة تتجاوز 40 مئوية، بحثًا عن علب بلاستيكية مهملة، يبيعونها بثمن بخس لا يكاد يغطي تكاليف كيلو واحد من الطحين.
المشهد، الذي وثّقه ناشطون محليون، أثار موجة واسعة من التعاطف والغضب في آنٍ واحد، مُطْرِحًا سؤالاً ملحًا: إلى متى سيُترَك هؤلاء للبحث عن كرامتهم في مكبات النفايات؟
حيث انتشر على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما فيسبوك وتويتر، منشور مصحوبًا بصور مؤلمة تُظهر أشخاصًا، بينهم نساء وأطفال، ينحدرون من أسر نازحة وفقراء، وهم يفتشون بين أكوام القمامة في أحد أحياء عدن، بحثًا عن بقايا علب البلاستيك والكرتون، لبيعها لمتاجر إعادة التدوير.
ووفق مصادر محلية، فإن سعر كيلو البلاستيك لا يتعدّى 30 ريالًا يمنيًا (أقل من 5 سنتات أمريكية)، ما يعني أن جمع كمية كافية لشراء كيلوبات الطحين قد يستغرق يومًا كاملاً من العمل الشاق تحت أشعة شمس لا هوادة فيها.
الناشطون الذين تداولوا المنشور وصفوا المشهد بأنه "انعكاس صارخ لأزمة اقتصادية وإنسانية متفاقمة"، مشيرين إلى أن هذه الأسر، رغم شدة الفقر، "تتعفف ولا تسأل الناس"، في إشارة إلى كرامة الإنسان في أقسى الظروف.
وأضاف أحد الناشطين في تعليقه:
"رأيتُ طفلاً لا يتجاوز العاشرة، يحمل كيسًا أكبر منه، ووجهه مغطى بالغبار والعرق، يبحث عن بقايا بلاستيك. سألته: أين والدك؟ فأجاب: 'مات في الحرب، وأمي مريضة'. ماذا فعلت الدولة له؟ لا شيء!"
وأشار آخرون إلى أن مثل هذه المشاهد لم تعد نادرة في عدن، بل أصبحت جزءًا من اليومي، في ظل انهيار العملة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة تجاوزت 300% خلال السنوات الثلاث الماضية، وفق تقارير صادرة عن برنامج الأغذية العالمي (WFP).
الأرقام تتحدث:
- أكثر من 18 مليون يمني يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وفق الأمم المتحدة.
- نحو 17.8 مليون شخص يعيشون في ظروف انعدام الأمن الغذائي.
- في عدن وحدها، يُقدّر عدد النازحين بنحو 150 ألف نازح، يعيش أغلبهم في مخيمات غير مجهزة، ويعتمدون على أبسط أشكال الكسب اليومي.
ردود الفعل والتساؤلات:
المشهد أثار ردود فعل واسعة، تراوحت بين الحزن والغضب.
كتب أحد المغردين:
"أين المسؤولون بينما أطفالنا يجمعون القمامة؟ أين صنّاع القرار؟ أين المحسون؟ أين الناس؟"
وأضاف آخر:
"هذه ليست صدقة، هذه مسؤولية. الدولة مسؤولة عن حماية مواطنيها، وليس تركهم يتسولون في مكبات النفايات".
رغم القسوة، لم يخلُ المنشور من بصيص أمل، حيث اختتم الناشط بنص:
"الله العدل سينصف هؤلاء يومًا، وسيُكرم من صبر على الجوع وحفظ كرامته".