هل يلقى أبوعلي الحاكم نفس المصير؟.. الإماميون يجازون أكابر مجرميهم جزاء سنمار (2-2)

شهد العامان 2019 – 2020 أكبر عملية تصفية للمشايخ الموالين لمليشيا الإرهاب الحوثي؛ سواء من الذين كانوا محسوبين عليها أو محسوبين على الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، أو ممن يحملون ازدواجية الولاء بين الطرفين والذين يسمون (أبو شريحتين)، فقد مثل لهم مكافأة نهاية خدمة، بحسب بعض المعلقين.
216.73.216.175
قتلت مليشيا الإرهاب الحوثي الشيخ سلطان الوروري كأحد مناصريها في محافظة عمران من الذين تكالبوا على العميد حميد القشيبي، والذي وجدت جثته ملقاة على قارعة الطريق في محافظة عمران، وبعدها بأيام قٌتل أحد شيوخ المحافظة الآخرين وهو محمد الشتوي على يد القيادي مجاهد قشيرة، ولم يلبث الأمر كثيراً حتى لقي قشيرة مصرعه برصاص عناصر تابعة للجماعة إثر اشتباكات دامية أودت بحياته وحياة عناصر من الجانبين، ثم تم سحله في شوارع عمران، بينما كان قاتلوه يركلونه بأقدامهم على إيقاع أصوات الصرخة الحوثية.
وبحسب صحيفة الثورة، التي عملت إحصائيات بعدد المشايخ الذين ناصروا الانقلاب الحوثي وتم تصفيتهم بعد ذلك، وخاصة بين عامي 2019 و2021، فقد كانوا على النحو التالي:
1- أحمد سالم السكني، تم تصفيته في عمران في أبريل 2019
2- زيد جزيلان البرطي، وهو من منطقة الحشا الضالع/تعز تم تصفيته في مايو 2019
3- إسماعيل عبدالقادر سفيان من محافظة إب تم تصفيته في يوليو 2019
4- سلطان محمد الوروي، من محافظة عمران، قبيلة بكيل، تم تصفيته في يوليو 2019
5- محمد المطري، من محافظة صنعاء، تم تصفيته في يوليو 2019
6- مجاهد قشيرة، من محافظة عمران، قبيلة بكيل، تم تصفيته في يوليو 2019
7- جلال محسن منصور، من محافظة إب، تم تصفيته في يوليو 2019
8- محمد الشتوي، من محافظة عمران، تم تصفيته في يوليو 2019
9- هادي الشتوي، من محافظة عمران، تم تصفيته في يوليو 2019
10- أحمد الشعملي، من محافظة عمران، تم تصفيته في سبتمبر 2019
11- أحمد مصلح الحضرمي، من محافظة إب، تم تصفيته في أكتوبر 2019
12- طفيان علي طفيان، من محافظة حجة، تم تصفيته في أكتوبر 2019
13- أكرم حيدرة، من أمانة العاصمة، تم تصفيته في فبراير 2020
14- حميد راجح، من محافظة عمران، تم تصفيته في أبريل 2020
15- صالح أحمد صالح فقعس، من محافظة ذمار، تم تصفيته في يوليو 2020
16- نجيب قايد ناصر الريمي، من محافظة ذمار، تم تصفيته في سبتمبر 2020
17- غانم الهتار، من محافظة إب، تم تصفيته في أكتوبر 2020
18- حميد طفيان، من محافظة حجة، تم تصفيته في نوفمبر 2020
19- سلمان مانع الجولحي، من محافظة صعدة، تم تصفيته في ديسمبر 2020
20- صفوان الشغدري، من محافظة ذمار، تم تصفيته في ديسمبر 2020
21- يحيى علي محمد القاسم، من محافظة إب، تم تصفيته في ديسمبر 2020
22- علي حزام أبو نشطان، من محافظة صنعاء، تم تصفيته في فبراير 2021
23- مصلح الوروري ونجله، من محافظة عمران، تم تصفيتهما في فبراير 2021
24- مهلهل أحمد حسن ظبعان، من محافظة عمران، تم تصفيته في فبراير 2021
ففي فبراير 2021 اقتحمت مليشيا الإرهاب الحوثي منزل الشيخ علي حزام أبو نشطان في العاصمة صنعاء، وقتلوه ومعه 3 من أولاده وشقيقته، بينما أصيبت زوجته بجروح خطيرة، وهو كان من أكبر مناصريهم في أرحب.
وفي الثاني والعشرين من مارس 2021 أعلنت قيادات في المليشيات الحوثية وناشطون موالون للجماعة، أمس (الأحد)، وفاة القيادي زكريا يحيى الشامي، وهو المطلوب الرابع على لائحة تحالف دعم الشرعية في اليمن، في ظروف غامضة من حالة موته أو مقتله، دون أي تفاصيل للحادثة.
كان مقتل زكريا الشامي الذي ينتحل رتبة لواء ويشغل منصب وزير النقل في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، هي أكبر عملية غامضة؛ أزيل عنها الغموض بعد لحاق أبيه اللواء الركن يحيى الشامي، ويأتي ضمن صراع الأجنحة داخل مليشيا الإرهاب الحوثي كونه من جناح صنعاء المناوئ لجناح صعدة، بينما رجح مطلعون أن الشامي تم تصفيته من قبل المليشيا جناح صعدة لسيطرة الجناح الصعداوي في قيادة المليشيا الإرهابية على حساب جناح صنعاء.
وبنفس الظروف والآلية والغموض أعلنت مليشيا الإرهاب الحوثي في السادس والعشرين من أبريل 2021 عن وفاة والد زكريا الشامي وهو اللواء الركن يحيى الشامي، الذي يعتبر أهم القيادات العسكرية والسياسية والتنظيم السلالي الهاشمي، وقائد مجلس حكماء الهاشميين في اليمن.
وتوالت التصفيات الغامضة بحق أصحاب الملفات الأكثر سوداوية في صفوف المليشيا، ففي الخامس من أبريل 2021 أعلنت مليشيا الإرهاب الحوثي عن وفاة العميد سلطان صالح زابن مدير عام البحث الجنائي، المتهم دولياً بارتكاب جرائم تعذيب وعنف جنسي واغتصاب ضد سجينات يمنيات، وهو صاحب الملف سيئ الصيت الذي عرى وجوه الإرهاب الحوثي وأظهرها على حقيقتها.
وشكك اليمنيون في عملية الوفاة الطبيعية، وقالوا إن الحوثيين أقدموا على تصفية زابن لكونه من أكثر أصحاب الملفات سوداوية للتستر على جرائمهم وعدم فضحها أمام الرأي العام اليمني والعالمي.
وفي نفس التاريخ، وبنفس الآلية، أعلنت مليشيا الإرهاب الحوثي عن وفاة مسؤولة قسم النساء في السجن المركزي بصنعاء، التي كانت مساعدة لسلطان زابن واقترن ملفها بملف زابن، وهي المتهمة الأخرى بتعذيب النساء والتورط بتسهيل وارتكاب عنف جنسي واغتصاب ضد النساء، وذلك لمحو هذه الجرائم من سجل مليشيا الإرهاب الحوثي.
وأعلنت مليشيا الحوثي الإرهابية وفاتهما بسبب فيروس كورونا، وهو أمر واضح الافتعال والتصفية عن عمد لإخفاء أدوات الجريمة، وهما المشمولان بعقوبات مجلس الأمن الدولي.
وفي أواخر أغسطس 2021 أقدمت مليشيا الحوثي على قتل القيادي في صفوفها منير الشرعبي الملقب بـ"الحشاش"، وكان من أوائل من تم حشدهم إلى شرعب للتجنيد وقتال أهلها وهو منهم بعد أن أخضعته لدورات طائفية، ما لبث أن قتله مسلح حوثي من صعدة أمام منزله في مديرية شرعب السلام دون أن يرف لهم جفن أو يفتحوا تحقيقاً بالحادثة.
ومن خلال التدقيق والمراجعة في القائمة السابقة، فقد كان معظم مشايخ عمران وصنعاء المتآمرين والمتهمين بقتل وتصفية الشهيد العميد حميد القشيبي كانوا ضمن قائمة التصفية؛ سواء كانت عدالة السماء المنتقمة للشهيد المغدور حميد القشيبي، أو إخفاء الملف النهائي لأدوات تلك الجريمة من قبل المليشيات الحوثية الإرهابية عن عمد.
وقبل تلك التصفيات كلها، والغدر الحوثي الإمامي المعروف عبر التاريخ بتصفية من يخدمونهم، فقد قامت تلك المليشيا باغتيال أهم الشخصيات في التنظيم الإمامي الهاشمي والحوثي، وهم الدكتور أحمد شرف الدين، والدكتور محمد عبدالملك المتوكل، والدكتور عبدالكريم جدبان، والإعلامي عبدالكريم الخيواني.
وتأتي تصفية هؤلاء الأخيرين من باب إعادة التوازن داخل مليشيا الإرهاب الحوثي واستفراد جناح صعدة المتطرف على حساب جناح صنعاء وتوابعه من روافد ذمار وإب وحجة، حتى يكون القرار قراراً عسكرياً بحتاً؛ فقد كان لهؤلاء المقتولين صوت مدني خافت ربما يكون كابحاً من كوابح الجرائم الحوثية الإمامية.
توالت عمليات التصفية الحوثية لمن ناصرها واشتغل معها وأيد انقلابها، وصولاً إلى القيادي الإمامي الحوثي حسن زيد، وهو من جناح صنعاء، فقد كان أحياناً يغرد ويبوح بما تتكتم عنه المليشيا الحوثية بخطوة استباقية حتى تم اغتياله، وأهالت على ملفه التراب، ومنعت الوصول في مقتله إلى نتيجة مرضية لأقاربه وللمتابعين.
اليوم تشير أصابع الحوثية بالتحريض في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي على النائبين سلطان السامعي؛ كأحد مشايخ وشخصيات محافظة تعز التي سهلت وتعاونت لدخولها محافظة تعز، وعملت معه من وقت مبكر، وكذا النائب أحمد سيف حاشد، لولا أن هذا الأخير نفد بجلده إلى القاهرة ومن ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كما قامت بسجن القاضي الحوثي عبدالوهاب قطران، وهو من أكثر القضاة الذين عملوا خدمة لهذه المليشيا واستغلوا القضاء لتنفيذ الأجندة الحوثية الإرهابية.
قد يكون النائب عبده بشر هو الآخر محط أنظار التصفية الحوثية لصوته المرتفع أحياناً بالنقد تجاه هذه المليشيا، ويعري بعضاً من جرائمها على أرض الواقع، في محاولة لإسكاته؛ فمليشيا الإرهاب الحوثي لا تريد صوتاً أعلى من صوت الإرهاب الحوثي وأذرعها الإرهابية، وتلك استراتيجية أوعزها إليها الحرس الثوري الإيراني بتوحيد قرار المليشيا في البطش لصالح الجناح الصعداوي الذي يقود كل إرهاب في اليمن.
هل سيكون مصير أبو علي الحاكم نفس مصير السابقين؟
وبناءً على ذلك العرض التاريخي، ومن خلال تطبيق مليشيا الإرهاب الحوثي للتاريخ الإمامي بحذافيره خطوة بخطوة، هل يمكننا القول والتنبؤ بأن أبو علي الحاكم، وهو المشمول بعقوبات دولية في القرارات الأممية، سيلقى ذات المصير الذي لاقته تلك القيادات السابقة بعد أن تستنفد هذه المليشيا حاجتها منه؟ أم إنه سيرضخ بكل ذل لكل ما يملى عليه من قبل قيادة الحوثيين؟!
مهما يكن من أمر فإن الرجل أحد أهم أدوات الجريمة، وورود اسمه على قائمة العقوبات الأممية، كما كان سلطان زابن وغيره، لهو من أحد أهم الأسباب لتصفيته من قبل الحوثي طمساً لأدوات الجريمة كما كان مع آخرين، كما إن سنن الله في الأرض والقتل هي الانتصار للمظلومين في الحياة الدنيا قبل الآخرة، وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين.
وستبقى القاعدة الذهبية الأهم في العالم (من أعان ظالماً سلطه الله عليه) في صدارة الحكم في الجانب السياسي والعسكري!
والسؤال المهم الذي ينبغي أن يكون نصب أعين كل زنبيل: هل سيأتي الدور علينا؟!
لماذا لا يتعظ الزنابيل من مصائر الزنابيل قبلهم ويكون التاريخ أكبر دليل ومرشد لهم؟!