الجمعة 22 أغسطس 2025 11:08 مـ 28 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

وفاة الرضيعة ”غدير” في غزة من سوء التغذية.. ارتفاع حصيلة ضحايا التجويع إلى 272 حالة

الجمعة 22 أغسطس 2025 11:46 مـ 28 صفر 1447 هـ
الرضيعة غدير
الرضيعة غدير

توفيت الرضيعة الفلسطينية غدير بريكة، البالغة من العمر خمسة أشهر، صباح الجمعة في مستشفى "ناصر" جنوب قطاع غزة، جراء مضاعفات سوء التغذية الناتج عن الحصار الإسرائيلي المستمر والسياسات الممنهجة للتجويع التي يواجهها السكان منذ 22 شهرًا.

مصادر طبية أكدت أن الطفلة كانت تعاني منذ ولادتها من ضمور واعتلال دماغي، إلا أن فقدان العلاجات الأساسية ونقص الغذاء فاقما حالتها الصحية حتى وصلت إلى مرحلة الخطر، فيما تواجه والدتها بدورها ظروف سوء التغذية التي صعّبت رعاية الرضيعة في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وأوضح والد الطفلة، أشرف بريكة، أن ابنته توفيت بسبب نقص الحليب وعدم توفره في القطاع، مشيرًا إلى أن أسعار الحليب المرتفعة حالت دون شرائه، وأضاف بحسرة: "لا يوجد معابر، والحمد لله على حال".

وتحولت صور الطفلة غدير المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تظهر بوضوح علامات الهزال وبروز العظام، إلى رمز لمعاناة آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين لم تتحمل أجسادهم الهشة تبعات الحصار والتجويع المستمر.

وزارة الصحة في غزة سجلت ارتفاع ضحايا سوء التغذية إلى 272 حالة وفاة، بينهم 113 طفلًا، فيما أشار المدير العام للوزارة، الدكتور منير البرش، إلى أن هذه الأرقام المأساوية كانت متوقعة، وأنها تؤكد حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها سكان القطاع.

الإحصائيات الرسمية تكشف أن 28 ألف حالة سوء تغذية سُجلت منذ مطلع العام، في حين يكافح 35 ألف رضيع دون العام الأول الموت جوعًا، فيما يعيش مليون و200 ألف طفل تحت 18 عامًا واقعًا مريرًا من انعدام الأمن الغذائي الحاد. كما تتأثر النساء بشكل خاص، حيث تعاني 107 آلاف امرأة حامل ومرضع من المجاعة وسوء التغذية، بينما يستقبل المستشفى 500 رضيع يتلقون العلاج نتيجة سوء التغذية الحاد.

وأكد البرش أن إسرائيل تمنع دخول 430 صنفًا غذائيًا أساسيًا، تشمل اللحوم والبيض والأجبان والأسماك والخضروات والفواكه والمكملات الغذائية، إلى جانب الأدوية الحيوية لعلاج سوء التغذية، وهو ما وصفه بـ"الإبادة الصامتة".

محافظات شمال القطاع تواجه أزمة أشد قسوة، مع منع دخول الوقود منذ أسبوعين وتقييد وصول المؤسسات الدولية، في سياسة تهدف إلى إجبار السكان على النزوح جنوبًا عبر التجويع القسري. وفي المقابل، ترفض السلطات الإسرائيلية الاعتراف بالواقع الموثق دوليًا، واصفة تقارير منظمة الصحة العالمية بأنها "مفبركة ومصممة لتلائم الحملات الدعائية".

216.73.216.123