لم يتحرك أحد! حفرة مهجورة منذ العهد العثماني تتحول إلى ”مصيدة موت” في قلب لحج

في مشهد يعكس تراجعاً خطيراً في البنية التحتية وانعداماً شبه تام في التخطيط الحضري، شهدت حارة "وحيدة الحفرة" في إحدى المناطق الشعبية بمحافظة لحج جنوب البلاد غزواً سريعاً لمياه الأمطار، حيث امتلأت حفرة تصريف قديمة – تعود إلى العهد العثماني – خلال ساعة ونصف فقط من هطول الأمطار، ما أثار مخاوف سكانية واسعة من كارثة إنسانية قد تقع في أي لحظة.
216.73.216.10
حيث تحولت احدى الحارات إلى بركة مائية عميقة، جراء امتلاء حفرة تصريف مخصصة لمياه السيول، يُعتقد أن عمرها يتجاوز قرناً من الزمان، وتُعد بقايا من نظام تصريف مائي عثماني قديم.
وبحسب شهود عيان، فإن الحفرة التي تقع في وسط الحي، امتلأت بالكامل خلال 90 دقيقة فقط من بدء الهطول، وهو ما يشير إلى اختناقات حادة في شبكة الصرف الصحي وغياب التحديثات الحضرية.
الحفرة، التي يُقدر عمقها بأكثر من 4 أمتار، تفتقر إلى أي حواجز أمان أو لافتات تحذيرية، ما يجعلها تهديداً مباشراً لحياة السكان، خاصة الأطفال الذين يلعبون في الممرات الضيقة المحيطة بها.
ونقل أحد السكان قوله:
"نعيش في حالة تأهب دائم، كلما نزل المطر نركض إلى الحفرة لنتأكد أن أحداً لم يسقط فيها. لا نعرف متى تنهار الحافة أو تبتلع ماءً طفلاً صغيراً".
وأضاف: "المسؤولون لم يحركوا ساكناً رغم تكرار المشكلة كل موسم أمطار. هذه الحفرة ليست فقط خطرة، بل أصبحت رمزاً للإهمال الذي نعيشه".
رغم التحذيرات المتكررة من السكان، لم تُتخذ أي إجراءات عاجلة من قبل البلديات أو الجهات المعنية لإغلاق الحفرة أو تأمينها بحواجز مؤقتة، ناهيك عن دراسة حلول جذرية مثل إعادة تأهيل شبكة الصرف أو تحويل مسار مياه السيول.
وبحسب خبراء في الهندسة المدنية، فإن استمرار الاعتماد على بنية تحتية قديمة دون صيانة أو تحديث يُعد "رهاناً على الحظ"، ويُعرض الأرواح والممتلكات للخطر، خاصة في ظل تغيرات المناخ وزيادة شدة الأمطار في السنوات الأخيرة.