الإثنين 25 أغسطس 2025 12:03 مـ 2 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الارهابي يحيى بدر الدين الحوثي.. مهندس اختطاف التعليم وصانع جيل الطاعة للمليشيات (9-20)

الإثنين 25 أغسطس 2025 01:17 مـ 2 ربيع أول 1447 هـ
الارهابي يحيى بدر الدين الحوثي.. مهندس اختطاف التعليم وصانع جيل الطاعة للمليشيات (9-20)

الارهابي يحيى بدر الدين الحوثي ليس منتحل صفة وزير سابق بوزارة التربية والتعليم في حكومة الانقلاب بصنعاء فقط ولكنه اصبح رمز لمشروع خطير يستهدف اجيال اليمن القادمة يستهدف العقل اليمني من الداخل وهو شقيق زعيم الارهاب في اليمن الارهابي عبد الملك الحوثي ولم يكتف بدوره كسياسي في المليشيات وتحول إلى مهندس عملية متكاملة لاختطاف التعليم وتطويعه لصالح أيدلوجية المليشيات التي تستند إلى فكرة الولاية والخرفة والاصطفاء وتستمد روحها من التجربة الإيرانية وجوده على رأس الوزارة يعد إجراء إداريا وخطوة استراتيجية محسوبة لتأمين السيطرة على أخطر سلاح يمكن أن تمتلكه المليشيات عقول الأجيال القادمة.

216.73.216.10

قبل أن يعود إلى اليمن كان لاجئ سياسي في ألمانيا يعيش بعيد عن مسرح الحرب لكنه لم يقطع صلته بالمليشيات نسج علاقات مع منظمات وشخصيات دولية وحافظ على خطوط تواصل مفتوحة مع دوائر النفوذ الإيرانية التي تبنت المشروع الحوثي وعودته بعد سيطرة المليشيات على صنعاء عام 2014 ليست عودة عادية وبدت وكأنها انتقال من مرحلة العمل الخارجي إلى مرحلة إدارة الداخل ليتولى حقيبة التربية ويبدأ أخطر فصل في مسيرة المليشيات الحوثية الارهابية.

ومنذ اللحظة الأولى شرع الارهابي يحيى الحوثي في إعادة صياغة المناهج الدراسية مستبدل مواد التاريخ والتربية الوطنية بسرديات تمجد الولاية وتؤسس لفكرة الحق الإلهي للسلالة وأدخل نصوص تقدم قادة المليشيات في صورة رموز مقدسة وتغرس في أذهان الطلاب مفاهيم تقوم على الطاعة العمياء والانتماء العقائدي فيما تراجعت القيم الوطنية الجامعة لتحل محلها لغة طائفية عنصرية سلالية تستحضر الماضي كذريعة للهيمنة في الحاضر كما ان الخطة لم تقتصر على الكتب المدرسية فالمدارس نفسها تحولت إلى منصات للتعبئة والإذاعات الصباحية أصبحت مليئة بالشعارات والأنشطة المدرسية ارتبطت بالمناسبات الطائفية والدورات الصيفية وفرضت كقنوات لتلقين الأطفال خطاب المليشيات وتحويل بعضهم إلى مقاتلين يزج بهم في جبهات القتال.

المعلمون لم يكونوا بمعزل عن هذه المنظومة والارهابي يحيى الحوثي أطلق عملية إعادة هيكلة للكادر التعليمي تضمنت فصل من لا ينسجم مع فكر المليشيات أو إجبارهم على حضور دورات فكرية هدفها إخضاعهم نفسيا وفكريا وفي الوقت نفسه جرى تعيين موالين في مواقع الإدارة والإشراف لضمان أن لا يخرج شيء عن السيطرة فالتعليم الذي كان يفترض أن يكون فضاء للمعرفة تحول إلى ساحة ولاء يقاس المعلم بمدى التزامه بخطاب المليشيات وأفكارها الدخيلة على منطومة التعليم الوطنية أكثر مما يقاس بكفاءته الأكاديمية.

ومع هذا كله لم يتردد في اعتبار التعليم مورد مالي إضافي فالمدارس وأولياء الأمور وضعوا تحت ضغط جبايات متنوعة تحت مسميات مثل المجهود الحربي أو الأنشطة المدرسية ما ضاعف أعباء الأسر التي تعيش أصلا ضروف قاسية تحت وطأة الحرب والأزمة الاقتصادية والتعليم الذي كان ملاذا للفقراء وأمل في المستقبل أصبح عب إضافي يثقل كاهل المجتمع.

وفي خلفية هذا المشروع الارهابي يظهر إدراك عميق لدى الارهابي يحيى الحوثي بأن السيطرة على التعليم تعني السيطرة على المستقبل لهذا ينفذ خطته بخطوات مدروسة وبإشراف مباشر من خبراء عقائديين يتلقون الدعم من طهران وجعلوا الوزارة أداة استراتيجية هدفها طمس الهوية الوطنية وإنتاج جيل جديد مشبع بثقافة الكراهية والعنف جيل يرى في المليشيات الارهابية قدرا مقدس لا خيار أمامه سوى الطاعة.

وبهذا أصبح التعليم في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية الارهابية أسير لمشروع أيديولوجي طويل المدى لا يتوقف عند حدود تغيير المناهج أو فرض الطقوس ويسعى إلى تشكيل وعي جماعي جديد يعيد رسم اليمن وفق رؤية طائفية عنصرية سلالية مغلقة وما قام به يحيى الحوثي ليس مجرد سياسة تعليمية منحرفة وانما عملية هندسة فكرية تستهدف الحاضر والمستقبل معا لتضمن للمليشيات قاعدة اجتماعية مطيعة تمتد لعقود قادمة وتبقي الوطن رهينة لمشروع خارجي يزرع الانقسام ويؤسس لدورة جديدة من العنف والصراع.