الأربعاء 27 أغسطس 2025 03:43 مـ 4 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

فيديو.. وصف مسيئ من مبعوث ترامب تجاه الصحفيين اللبنانيين

الأربعاء 27 أغسطس 2025 04:43 مـ 4 ربيع أول 1447 هـ
مبعوث ترامب
مبعوث ترامب

فجّر مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سوريا، والسفير لدى تركيا، توم باراك، جدلاً واسعاً في لبنان بعد تصريحات اعتبرت مهينة للصحافة اللبنانية. فقد أطلق المبعوث كلمات حادة خلال مؤتمر صحفي بالقصر الجمهوري في بيروت، عقب لقائه الرئيس اللبناني جوزيف عون، واصفاً سلوك بعض الصحفيين بالفوضوي ومقارناً إياهم بـ"الحيوانات". هذه العبارات أشعلت غضب الوسط الإعلامي وأثارت مطالبات باعتذار رسمي، معتبرة ما حدث انتهاكاً غير مسبوق في التعامل مع الصحفيين اللبنانيين.

تصريحات مثيرة للجدل

216.73.216.109

وأثناء المؤتمر، صعد باراك إلى المنصة موجهاً كلامه للحضور قائلاً: "من فضلكم التزموا الصمت للحظة، في اللحظة التي تبدأ فيها الأمور بالفوضى، كالحيوانات، سننتهي". وأضاف قائلاً: "تصرفوا بتحضر ولطف، فهذا هو جوهر المشكلة في المنطقة". هذه التصريحات التي خرجت من مبعوث أمريكي بارز، تسببت في حالة استياء واسعة بين ممثلي وسائل الإعلام، خاصة وأنها جاءت من منصة رئاسية رسمية، حيث كان يتوقع من الضيف احترام المعايير الدبلوماسية في خطابه مع الصحفيين اللبنانيين.

ردود فعل الرئاسة اللبنانية

لم تتأخر الرئاسة اللبنانية في الرد على الأزمة، حيث نشرت بياناً عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، أعربت فيه عن أسفها لما صدر من تصريحات "سهوًا" على لسان أحد الضيوف خلال المؤتمر، مؤكدة احترامها الكبير للصحافة والإعلاميين ودورهم في الحياة العامة. كما أصدر وزير الإعلام اللبناني، بول مرقص، بياناً أعرب فيه عن أسفه، مؤكداً أن ما صدر لا يعكس طبيعة العلاقة بين الدولة اللبنانية وممثلي وسائل الإعلام، ومشدداً على ضرورة احترام الصحفيين اللبنانيين في جميع المناسبات الرسمية.

نقابة الصحفيين ترفض الإهانة

بدورها، اعتبرت نقابة الصحفيين في لبنان أن تصريحات باراك "إهانة صريحة" تمثل "سابقة خطيرة وغير مقبولة". وطالبت النقابة باعتذار علني وفوري من المبعوث الأمريكي، مشددة على أن أي محاولة للتقليل من خطورة ما حدث لن تُقبل. وأكدت النقابة أن كرامة الصحفيين اللبنانيين خط أحمر، وأن ما جرى لا يمكن أن يمر دون محاسبة أو توضيح رسمي من الجانب الأمريكي.

موقف نقابة المحررين

كما انضمت نقابة محرري الصحافة اللبنانية إلى موجة الغضب، حيث أعلنت رفضها التام لما وصفته "غطرسة غير مقبولة" من مبعوث أجنبي على أرض لبنانية. وأكدت أنها ستقاطع مستقبلاً أي لقاءات أو مؤتمرات يحضرها باراك، إلى حين تقديم اعتذار واضح وصريح. هذا الموقف يعكس وحدة الجسم الإعلامي في الدفاع عن كرامة الصحفيين اللبنانيين ورفض التعامل معهم بأسلوب ينتهك المعايير المهنية والأعراف الدبلوماسية.

أزمة دبلوماسية وإعلامية

تتجاوز هذه الحادثة حدود مجرد تصريح عابر، إذ ينظر إليها الكثيرون كشرخ جديد في العلاقة بين الوفود الأجنبية والشارع الإعلامي في لبنان. ويؤكد مراقبون أن احترام الصحافة جزء لا يتجزأ من أي علاقة دبلوماسية متوازنة، وأن أي تجاوز في حق الصحفيين اللبنانيين لن يمر دون رد فعل واسع، سواء على مستوى النقابات أو الدولة، في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها لبنان داخلياً وخارجياً.

موضوعات متعلقة