مأساة في السودان.. انهيارات جديدة تعرقل عمليات الإنقاذ في دارفور

ضرب انزلاق أرضي مدمر قرية ترسين الواقعة شرق جبل مرة في إقليم دارفور غرب السودان، مما أسفر عن مصرع أكثر من ألف شخص وفقدان القرية بالكامل، في واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية التي شهدتها البلاد في تاريخها الحديث، بحسب ما أعلنته حركة جيش تحرير السودان.
كارثة طبيعية تمحو قرية بأكملها
216.73.216.166
أكدت حركة جيش تحرير السودان في بيان رسمي أن الانهيار الأرضي وقع نتيجة الأمطار الغزيرة التي تساقطت في الأسبوع الأخير من أغسطس، ما تسبب في تدمير قرية ترسين بالكامل وتسويتها بالأرض، ولم ينجُ من سكانها البالغ عددهم أكثر من 1000 شخص سوى ناجٍ واحد فقط وفقاً للمعلومات الأولية.
وناشدت الحركة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والدولية التدخل العاجل للمساعدة في انتشال جثامين الضحايا من تحت الأنقاض.
ردود فعل رسمية وتأكيد على تقديم الدعم
نعى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان ضحايا الكارثة، مؤكداً أن الدولة ستسخّر كل إمكانياتها لتقديم الدعم والإغاثة للمتضررين. كما وصف مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، ما حدث بأنه "مأساة إنسانية تفوق حدود الإقليم"، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لدعم الأهالي.
تضامن سياسي ودعوات لتكثيف الجهود
قال الطاهر حجر، رئيس حركة تجمع قوى السودان، إن الكارثة أودت بحياة عدد كبير من الأبرياء وتسببت بخسائر مادية فادحة، مشدداً على أن الفاجعة تستوجب تحركاً رسمياً وشعبياً واسع النطاق لتقديم الإغاثة العاجلة، في ظل محدودية قدرات الدولة وضعف الاستجابة الإنسانية بسبب النزاعات المسلحة.
الطبيعة الجغرافية ساهمت في حجم الكارثة
المنطقة المنكوبة تقع ضمن سلسلة جبال مرة البركانية، والتي تمتد بطول 160 كيلومتراً وتضم أعلى قمة جبلية في السودان بارتفاع يصل إلى 3042 متراً، وتتميز التربة هناك بقابليتها العالية للانزلاق أثناء مواسم الأمطار، مما يجعلها عرضة لمثل هذه الكوارث الطبيعية.
منطقة منكوبة ومعزولة عن الإغاثة
تعاني المنطقة من وعورة التضاريس وصعوبة الوصول بسبب سوء البنية التحتية وتدهور الأوضاع الأمنية، مما يعقّد مهمة فرق الإنقاذ والإغاثة. كما تُعرف القرية المنكوبة بإنتاج الحمضيات وكانت تمثل إحدى المناطق الزراعية الغنية في جبل مرة قبل الكارثة.
السياق السياسي والإنساني يزيد الوضع تعقيداً
تأتي هذه الكارثة في ظل استمرار الحرب منذ أبريل 2023، والتي قسمت السودان إلى مناطق نفوذ بين الجيش وقوات الدعم السريع. وفي حين يسيطر الجيش على مناطق الشمال والشرق، تهيمن قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من إقليم دارفور، بما فيها جبل مرة، مما يعقّد من عمليات الإغاثة.
وتشهد ولايات دارفور أزمات غذائية ومجاعة نتيجة الحصار وانهيار الخدمات الأساسية، ما يزيد من حجم المعاناة الإنسانية.
دعوات لتحرك دولي عاجل
المسؤولون المحليون دعوا المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية إلى التحرك السريع لمواجهة آثار الكارثة، مؤكدين أن حجم الخسائر يفوق قدرة الحكومة السودانية أو سكان المنطقة على الاستجابة.