• الرئيسية
• المشهد اليمني

في تحول إعلامي نوعي، أعلنت قناة سبأ الفضائية من مدينة مأرب، بدء بث نشرة الأخبار الوطنية والدولية باللغة الإنجليزية، في خطوة اعتبرها إعلاميون وسياسيون يمنيون مبهرة ومهمة واستراتيجية، تهدف إلى إيصال صوت اليمن إلى الرأي العام الدولي، وتقديم القضية اليمنية بلغة العالم.

وتأتي هذه المبادرة في ظل الحاجة المتزايدة إلى مخاطبة المجتمع الدولي بلغة يفهمها، خصوصًا في ظل تعقيدات المشهد اليمني، واستمرار الحرب التي تشنها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وما يترتب عليها من تحديات إنسانية وسياسية وأمنية.

وقال إعلاميون تابعهم "المشهد اليمني"، إن إطلاق النشرة الإنجليزية من مأرب، وهي المدينة التي تمثل رمزًا للصمود الوطني، يعكس إرادة إعلامية جديدة تسعى إلى كسر العزلة الدولية عن القضية اليمنية، وتقديم رواية يمنية رسمية ومهنية بعيدًا عن التضليل الذي تمارسه وسائل إعلام الحوثيين.

وأكد سياسيون أن هذه الخطوة تمثل منصة استراتيجية للتواصل مع المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية، ووسائل الإعلام العالمية، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الإعلام اليمني الرسمي لتطوير أدواته ومخاطبة جمهور أوسع.

وتُبث النشرة الإنجليزية يوميًا عبر قناة سبأ الفضائية، وتتناول أبرز التطورات السياسية والاقتصادية والإنسانية في اليمن، إلى جانب تغطية لأهم الأحداث الإقليمية والدولية، مع التركيز على إبراز مواقف الحكومة اليمنية الشرعية، وجهودها في استعادة الدولة وتحقيق السلام.

وكانت قناة سبأ الفضائية قد دشنت انطلاقتها التجريبية مطلع سبتمبر الماضي، لتكون أول قناة حكومية تتخذ من مأرب مقرًا رئيسيًا لها، ضمن توجه يعزز الخارطة الإعلامية الوطنية.

رئيس قطاع التلفزيون في قناة سبأ، خالد عليان، أوضح حينها أن هذه الانطلاقة جاءت بعد جهود امتدت لسنوات، رغم التحديات، مؤكدًا أن القناة ستعمل كمنبر وطني جامع ينقل قضايا المواطنين ويعكس صورة اليمن الحقيقية للعالم.

وأشار عليان إلى أن القناة استكملت بنيتها الهندسية والفنية وفق معايير حديثة، وستخصص مساحة لبرامج الشباب والمرأة والطفل، إلى جانب الاهتمام بالثقافة والتراث، لتكون واجهة للإعلام الوطني.

وقال: "ميلاد قناة سبأ هو إيذان بإعلام جديد يحمل اسم اليمن كله، ويستمد من سبتمبر روحه، ومن مأرب جذوره، ومن الشعب رسالته."

وأضاف أن اختيار مأرب كمقر رئيسي لم يكن عشوائيًا، بل انطلق من رمزية تاريخية وثقافية، حيث ارتفع فيها عرش الملكة، وارتبطت بشمال الجزيرة وجنوبها، واحتضنت حضارة سد مأرب، أحد أبرز معالم الهندسة القديمة.

وأكد أن القناة ليست مجرد شاشة جديدة، بل مشروع وطني يهدف إلى أن يكون صوتًا صادقًا، قريبًا من الميدان، وملتصقًا بقضايا الناس، ينقل آلامهم ويواكب آمالهم.

وأوضح أن قناة سبأ ستفتح أبوابها للفن والشعر، والأدب والثقافة، والمرأة والطفل، والتاريخ والتراث، والرياضة والسياحة، والمواهب التي تبحث عن منبر يعبر عنها.

واختتم بالقول إن القناة، رغم كونها حكومية الانتماء، إلا أنها تنطلق بروح المجتمع، وبخطاب جديد يقترب من الناس ويصغي إليهم ويعبر عنهم.