ما هي الهوية الإيمانية التي يقصدها الحوثي؟

ترديد الحوثي مصطلح (الهوية الإيمانية) لا تعني الإيمان بالله ولا بالقرآن، ولا بالإسلام الدين الحق؛ إنها تعني الإيمان بالولي وبالولاية، الإيمان بالسيد وبعصمة السلالة، الهوية الإيمانية لليمنيين التي يرددها الحوثي هي الإيمان به وبولايته، وبأحقيته بالحكم والتسلط على رقاب اليمنيين وأموالهم وحاضرهم ومستقبلهم، الإيمان بأنهم أولياء سادة ومن نطفة مقدسة، واليمنيين خدم وعبيد وأنصار ومقتولين كأضحيات أمام السيد، هذا هو الإيمان وتلك هي الهوية الإيمانية التي يقصدها الحوثي، الإيمان هو أن تؤمن به سيدا وامرأته شريفة، وأن تذعن لتلك الطبقية وذلك التفضيل والعنصرية لأنه اختيار الله لك؛ أن تكون عبدا ونساؤك عاديات غير شريفات.
الهوية الإيمانية أن تكون أقل إنسانية من عبدالملك الحوثي، فهو السيد العلم وروحك له الفداء، لأن روحك لا قيمة لها أيها اليمني، خلقت لتكون مجرد أضحية لفداء عبدالملك، فكن عبدا لهم تكن مؤمنا، أو فأنت من أهل النار ولا إيمان لك.
بقية مواصفات الهوية الإيمانية التي يتحدثون عنها لا قيمة لها ولا وزن.. فمالم تكن مؤمنا بهم، فلو آمنت بالله ورسوله وكتابه وكنت من أكثر الناس استقامة فأنت كافر حلال الدم والمال.
الهوية الإيمانية التي يقصدها الحوثي لخصها إمامهم عبدالله بن حمزة بهذه الأبيات (الفتوى) الواضحات التي لا تحتاج إلى شرح:
ما رأيكم في مؤمنٍ قوامِ
موحدٍ مجتهدٍ صوامِ
حبر بكل غامضٍ علامِ
وذكره قد شاع في الأنامِ
لم يبق فنٌ من فنون العلمِ
إلا وقد أضحى له ذا فهمِ
وهو إلى الدين الحنيف ينتمي
محكم الرأي صحيح الجسمِ
وما له أصلٌ إلى آل الحسنْ
ولا إلى آل الحسين المؤتمنْ
بل هو من أرفع بيتٍ في اليمنْ
قد استوى السرُ لديهِ والعلنْ
ثم انبرى يدعو إلى الإمامة
لنفسه المؤمنة القوامة
ثمت أجرى بالقضا أقلامه
ما حكمه عند ثقاة الفضلِ
لما تنآءى أصله عن أصلي
ولم يكن من معشري وأهلي
أهل الكسا موضع علم الرسلِ؟
أما الذي عند جدودي فيهِ
فينزعون لِسْنه من فيهِ
ويؤتِمُون جهرة بنيهِ
إذْ صار حق الغير يدعيهِ!
يا قومُ ليس (الدرُ) قدراً (كالبعـَرْ)
ولا النضارُ الأبرزيُّ كالحجرْ
كلا ولا الجوهرُ مثلٌ للمدر
فحاذروا في قولكم مسَّ سقرْ
ليس على ربي اعتراضٌ لأحدْ
يفعل ما شاء تعالى ومجدْ
لم يجعل الكلبَ سواءً والأسدْ
فاطـَّرحوا ثوبَ العناء والحسدْ
حمداً لمن أيدنا بعصمتهْ
واختصنا بفضله ورحمتهْ
وصير الأمر لنا برمتهْ
من كل من أظهر من بريتهْ
صرنا بحكم الواحد المنانِ
نملك أعناق ذوي الإيمانِ
ومن عصانا كان في النيرانِ
بين يدي فرعون أو هامانِ
العلم في آل النبيِّ من صِغرْ
نصَّ عليه جدهم خير البشرْ
وغيرهم ليس بمغنيه الكبرْ
لو شاب شعر رأسه أو انتثرْ
من كل من أظهر من بريتهْ
صرنا بحكم الواحد المنانِ
نملك أعناق ذوي الإيمانِ
ومن عصانا كان في النيرانِ
بين يدي فرعون أو هامانِ
العلم في آل النبيِّ من صِغرْ
نصَّ عليه جدهم خير البشرْ
وغيرهم ليس بمغنيه الكبرْ
لو شاب شعر رأسه أو انتثرْ.
هذه القصيدة منهج هادوي زيدي وعقيدة يؤمن بها الحوثي..
هم درر .. واليمني مهما كان عالم تقي مجاهد صوام قوام، ملتزم مؤمن بالله فهو (بعرة) ولو شعر بأن له فضل على الهاشمي فهو في النار طوالي ولو كان من أعبد وأصلح الناس...
قال ولو كان من أرفع بيت في اليمن فهو مجرد بعرة لا قيمة له أمام هذا السيد الهاشمي.
هذا هو الإيمان.. الهوية الإيمانية.