الأحد 19 أكتوبر 2025 11:55 مـ 27 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”الحوثيون ينقلون مسرح الحرب إلى دولة افريقية: تقرير دولي يكشف تمدّد إيران عبر طرق تهريب جديدة للأسلحة والمخدرات”

الإثنين 20 أكتوبر 2025 12:52 صـ 28 ربيع آخر 1447 هـ
السودان
السودان

كشف تقرير دولي حديث عن تصاعد الأنشطة الإيرانية المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة، من خلال دعمها المستمر لمليشيا الحوثي الإرهابية، وسعيها الدؤوب لفتح طرق جديدة لتهريب الأسلحة والمخدرات إلى وكلائها في اليمن، في انتهاك صارخ للقرارات الدولية ذات الصلة.

وأفاد تقرير نشرته مجلة "يوراسيا ريفيو" —وهي منصة مستقلة متخصصة في الشؤون الجيوسياسية والدولية— بأن إيران، عبر ذراعها الحوثية، بدأت في توسيع نطاق نفوذها جنوبًا نحو السودان، ما ينذر بتصعيد خطير في الصراع الإقليمي، ويزيد من المخاطر المحدقة بسفن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.

وأشار التقرير إلى أن هذا التوسع لا يقتصر على النشاط العسكري فحسب، بل يمتد ليشمل بناء شبكات لوجستية وتموضعات استراتيجية جديدة، تتيح للحوثيين شن هجمات بعيدة المدى دون الاعتماد الكامل على الأراضي اليمنية.

تحذيرات خبراء: تموضع جديد للحوثيين في السودان

ونقل التقرير عن فرناندو كارفاخال، المحلل المتخصص في الشأن اليمني والعضو السابق في لجنة الخبراء الأممية المعنية باليمن، تأكيده أن "توسيع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران نطاق عملياتها من سواحل اليمن إلى الأراضي السودانية يمثل تصعيدًا خطيرًا، ويُعقّد المشهد الأمني في البحر الأحمر وشرق إفريقيا".

وأوضح كارفاخال أن الهجوم الذي استهدف سفينتي "سكارليت راي" و**"إم إس سي أبيي"** قرب ميناء ينبع السعودي، وعدم الرد الأمريكي عليه، يُعدّ مؤشرًا قويًّا على أن الهجوم انطلق من مواقع قريبة من السواحل السودانية، لا من الأراضي اليمنية. وأشار إلى أن المسافة بين موقع الاستهداف وسواحل السودان لا تتجاوز 160 ميلًا بحريًّا، في حين تبعد عن السواحل اليمنية نحو 600 ميل.

مؤشرات على وجود قاعدة تشغيلية حوثية في السودان

وأضاف التقرير أن هشام المقدشي، نائب الملحق الدفاعي اليمني السابق في واشنطن، أشار إلى أن إحدى الطائرات المسيرة التي استهدفت السفينة "إم إس سي أبيي" يُعتقد أنها أُطلقت من قارب صيد يتمركز قرب السواحل السودانية، ما يعزز فرضية وجود تموضع تشغيلي جديد للحوثيين في تلك المنطقة.

وأكد كارفاخال أن إيران لم تكتفِ بدعم الحوثيين عسكريًّا، بل عززت من هذا التوجه عبر توثيق علاقاتها مع حركة الشباب الصومالية، ما وفّر للحوثيين شبكة إمداد جديدة تمتد من القرن الإفريقي حتى السودان. وأوضح أن هذه الشبكة تمنح الحوثيين إمكانية استخدام موانئ ومخازن في محيط بورتسودان، بل وحتى مطار المدينة كنقطة عبور للأسلحة والتقنيات العسكرية، بما في ذلك الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.

تعويض خسائر باب المندب وبحر العرب

ولفت كارفاخال إلى أن هذا التوسع يأتي في سياق سعي إيران والميليشيات الحوثية لتعويض فقدان طرق التهريب التقليدية التي أُغلقت بفضل جهود الحكومة اليمنية الشرعية والقوات البحرية المشتركة في بحر العرب، خاصة بعد مغادرة سفن التجسس الإيرانية منطقة باب المندب أواخر عام 2024.

وأشار التقرير إلى أن القوات البحرية المشتركة تمكّنت هذا العام من ضبط عدد من السفن الصغيرة المخصصة لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين، وعلى متنها أسلحة متطورة، من بينها طائرات مسيرة من طراز "مهاجر-6" و**"أبابيل"**، وأنظمة صاروخية كانت مخصصة في الأصل لجهات سودانية، ما يشير إلى تداخل خطير في شبكات التهريب الإقليمية.

تحذير من تهديد كيميائي وتصعيد إقليمي

وذهب التقرير إلى تحذير أكثر خطورة، إذ أشار إلى احتمال وصول أسلحة كيميائية إلى الحوثيين عبر هذه الشبكات، ما قد يمكّنهم من تهديد دول الجوار أو القوى اليمنية المناوئة لهم. واعتبر أن هذا السيناريو يُعدّ تهديدًا وجوديًّا للأمن الإقليمي والدولي.

وخلص التقرير إلى أن الحروب الممتدة من اليمن إلى السودان بدأت تتقاطع جغرافيًّا واستراتيجيًّا، ما يجعل تجاهل المجتمع الدولي لهذا التداخل خطرًا متصاعدًا. وحذّر من أن البحر الأحمر قد يتحوّل إلى ساحة مواجهة جديدة تتجاوز حدود النزاعات المحلية، وتهدد طرق التجارة العالمية وحرية الملاحة الدولية.

موضوعات متعلقة