• الرئيسية
• مقالات

لا تزال الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية في مختلف مناطق اليمن تمثل واحدًا من أخطر التهديدات على حياة المدنيين وعلى مستقبل الأمن والاستقرار في البلاد.
فمنذ سنوات، اتبعت المليشيا سياسة ممنهجة في زراعة الألغام الأرضية بكافة أشكالها في الطرق العامة والمزارع والمنازل وحتى بالقرب من المدارس والمرافق الصحية، لتحوّل مساحات واسعة من الأراضي إلى كمائن موت دائمة.

وبحسب تقارير حقوقية، تسببت هذه الألغام في مقتل وإصابة آلاف المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال، كما أدت إلى نزوح مئات الأسر وتدمير مصادر رزقها وحرمانها من أبسط مقومات الحياة.

الأخطر من ذلك، أن الحوثيين يعمّدون إلى تمويه الألغام بأشكال مدنية كالألعاب والأدوات المنزلية، ما يجعل ضحاياها في الغالب من الأبرياء الذين لا يتوقعون الخطر.

وترفض المليشيا حتى اليوم تسليم خرائط الألغام، مما يعقّد جهود إزالتها ويبقي خطرها قائمًا حتى بعد تحرير المناطق.
هذا السلوك يكشف بوضوح أن الألغام ليست وسيلة دفاع، بل سلاح إرهاب يستخدم لمعاقبة السكان وترهيبهم وتعطيل أي مساعٍ للسلام أو إعادة الإعمار.

ألغام الحوثي ليست مجرد عبوات ناسفة، بل مشروع تدمير ممنهج يستهدف الإنسان اليمني أولًا، ويقوّض كل فرصة نحو مستقبل آمن.
إن مواجهة هذه الجريمة تتطلب موقفًا وطنيًا ودوليًا حازمًا، يضع حدًا لهذا الاستهتار المتعمد بالحياة.