أول رد فعل على أرض الواقع من إيران بعد العدوان الإسرائيلي على الدوحة

أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانًا شديد اللهجة، في أول تعليق رسمي على التطورات الأخيرة، أدانت فيه الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة القطرية الدوحة، ووصفتها بأنها "انتهاك خطير للغاية وإجرامي" بحق دولة قطر وسيادتها، في مخالفة واضحة للقوانين والأعراف الدولية.
الهجوم انتهاك صارخ لسيادة قطر والقانون الدولي
216.73.216.105
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي، إن الاعتداء الإسرائيلي يمثل تصعيدًا خطيرًا لا يمكن القبول به، ويكشف عن استهتار الاحتلال بالمعايير الدولية، مؤكدًا أن هذه الهجمات لا تهدد قطر وحدها، بل تضرب الاستقرار الإقليمي برمته.
استهداف قادة حماس في الدوحة
وأشارت التقارير الواردة إلى أن الهجوم الإسرائيلي استهدف مجمعات سكنية في العاصمة القطرية، كانت تؤوي عددًا من قيادات حركة حماس، الذين كانوا يجرون مناقشات متقدمة بشأن سبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
اقرأ أيضًا .. أول رد فعل من قطر على الهجوم الإسرائيلي في الدوحة
إيران، الحليف الإقليمي الأبرز لحركة حماس، شددت في بيانها على أن هذه الغارة تمثل محاولة مكشوفة لإجهاض الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف نزيف الدم الفلسطيني، وإحباط الوساطات الجارية لإنهاء الحرب في غزة.
وصف بـ"الإجرامي" وتحذير من التصعيد
وأضاف المتحدث الإيراني أن العمل العدواني الإسرائيلي يحمل طابعًا إجراميًا واضحًا، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات، وأكد أن استمرار مثل هذه الممارسات يهدد بتوسيع رقعة التوترات في المنطقة، ويقوض أي مساعٍ جادة لتحقيق الاستقرار أو استئناف المفاوضات.
كما حذرت إيران من أن تجاهل المجتمع الدولي لتجاوزات الاحتلال سيؤدي إلى نتائج كارثية، إذ يمنح إسرائيل مساحة أكبر لمواصلة اعتداءاتها ضد المدنيين والقيادات الفلسطينية في مختلف الدول، وليس في الأراضي المحتلة فقط.
انعكاسات إقليمية محتملة
ترى طهران أن الضربة الأخيرة تمثل تطورًا خطيرًا في الصراع، إذ لم تقتصر على استهداف الأراضي الفلسطينية، بل امتدت إلى دولة عربية تلعب دورًا محوريًا في جهود الوساطة مثل قطر، وهذا التطور، بحسب الخارجية الإيرانية، يعكس رغبة الاحتلال في توسيع نطاق عملياته بما يهدد الأمن القومي العربي ويزيد من هشاشة الوضع الإقليمي.
كما اعتبرت إيران أن الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة لا يمكن عزله عن محاولات تقويض أي مبادرة سياسية تسعى إلى تهدئة الأوضاع، لافتة إلى أن إسرائيل تسعى من خلال هذا التصعيد إلى فرض سياسة الأمر الواقع، بعيدًا عن أي التزامات أو اتفاقات.
دعوة لتحرك دولي عاجل
في ختام بيانها، طالبت إيران المجتمع الدولي، والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، بالقيام بدورها القانوني والأخلاقي في محاسبة إسرائيل على ما وصفته بـ"جرائمها المتكررة"، وأكدت أن الصمت الدولي لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد الذي يهدد السلام والأمن العالميين، وليس فقط استقرار منطقة الشرق الأوسط.
المشهد الأخير
بهذه الإدانة القوية، تنضم إيران إلى قائمة الدول التي استنكرت الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة، مؤكدة أن ما جرى يمثل انتهاكًا خطيرًا لسيادة قطر ومحاولة لعرقلة جهود التهدئة، وبينما تتواصل التحركات الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في غزة، يزداد المشهد تعقيدًا، في ظل تصعيد إسرائيلي وصفته طهران بأنه "إجرامي وخطير"، قد يفتح الباب أمام مرحلة أكثر توترًا في المنطقة.