أول رد فعل من الإمارات على الهجوم الإسرائيلي في الدوحة

في أول رد فعل رسمي من دولة الإمارات العربية المتحدة على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مقرات إقامة قيادات من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، شدد المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة، الدكتور أنور قرقاش، على أن أمن منطقة الخليج العربي "لا يتجزأ"، مؤكدًا تضامن الإمارات الكامل مع دولة قطر في مواجهة ما وصفه بـ"الاعتداء الغادر".
أنور قرقاش: نقف قلبًا وقالبًا مع قطر ضد الاعتداء الإسرائيلي
216.73.216.105
وكتب قرقاش عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا):
"نقف قلبًا وقالبًا مع دولة قطر الشقيقة، مدينين الهجوم الإسرائيلي الغادر الذي استهدفها، ومؤكدين تضامننا الكامل معها في مواجهة هذا الاعتداء. حفظ الله قطر قيادةً وشعبًا، وحفظ دول الخليج العربي".
في إشارة واضحة إلى وحدة الموقف الخليجي تجاه أي تهديد يمس أمن المنطقة.
قطر تدين بأشد العبارات
وفي السياق ذاته، أصدرت وزارة الخارجية القطرية بيانًا رسميًا أدانت فيه بأشد العبارات الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف المقرات السكنية التابعة لعدد من قيادات المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة، وأكد البيان أن هذا العمل يمثل "اعتداءً إجراميًا سافرًا" وانتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية، بالإضافة إلى كونه تهديدًا مباشرًا لأمن وسلامة المواطنين والمقيمين على الأراضي القطرية.
إجراءات قطرية عاجلة
وأوضحت الخارجية القطرية أن الأجهزة الأمنية والدفاع المدني والجهات المختصة باشرت فور وقوع الاعتداء في التعامل مع الحادث، واتخاذ الإجراءات العاجلة لاحتواء آثاره وضمان سلامة القاطنين والمناطق المحيطة، كما أكدت الدوحة أنها لن تتهاون في مواجهة أي تهديد يمس سيادتها أو استقرارها، مشيرة إلى أن ما حدث يُعد تصعيدًا خطيرًا في سياق الصراع القائم بين إسرائيل وحركة حماس.
تضامن خليجي متجدد
تصريحات قرقاش لاقت صدى واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، إذ أعادت التأكيد على المبدأ الخليجي الراسخ القائم على التضامن والتكامل الأمني بين دول مجلس التعاون الخليجي، ويرى مراقبون أن هذا الموقف يعكس إجماعًا خليجيًا متناميًا على ضرورة التصدي لأي محاولات تهدد أمن المنطقة، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة.
تداعيات سياسية وأمنية
ويرجّح محللون أن الهجوم الإسرائيلي على الأراضي القطرية لن يمر دون انعكاسات سياسية، خصوصًا أن قطر لعبت دورًا محوريًا خلال السنوات الماضية كوسيط في ملفات حساسة، مثل التهدئة في غزة وتبادل الأسرى، ومن شأن استهداف قيادات حماس داخل الدوحة أن يعقد المشهد الإقليمي ويزيد من حدة التوتر الدبلوماسي بين العواصم الخليجية وإسرائيل.
رسائل متعددة الأبعاد
بحسب خبراء في الشأن الإقليمي، فإن هذا الاعتداء لا يستهدف فقط قيادات حركة حماس، بل يبعث برسائل سياسية واضحة لقطر والدول الداعمة للمسار التفاوضي، غير أن الرد الإماراتي السريع، المتمثل في تضامن علني وقوي، يعكس إدراكًا خليجيًا بأن أمن أي دولة في المجلس مرتبط بشكل مباشر بأمن باقي الدول.
مشهد إقليمي على صفيح ساخن
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه المنطقة سلسلة من التصعيدات المتتالية، ما يجعل أمن الخليج مرشحًا لأن يكون محورًا رئيسيًا في أي نقاشات قادمة تتعلق بالاستقرار الإقليمي، وبينما تؤكد الإمارات وقطر على وحدة الصف الخليجي، يبقى المجتمع الدولي أمام مسؤولية كبرى في التعامل مع تبعات الهجوم الإسرائيلي على دولة ذات سيادة.