”لا إنجاز.. لا تضحية.. فقط نفاق! صحفي يمني يكشف الوجه الآخر لـ”نخبة الجنوب” الحاكمة”

في موقفٍ جريء ومُعبّر عن حالة الاستياء المتنامية بين شرائح واسعة من المجتمع الجنوبي، وجّه الإعلامي والناشط السياسي البارز ياسر اليافعي انتقاداً لاذعاً للواقع السياسي الذي تعيشه قيادات الجنوب اليوم، مُحذراً من أن التفريط في الكفاءات وتهميش المخلصين بات يهدد مستقبل المشروع الوطني الجنوبي.
216.73.216.105
وأكد اليافعي، في تصريحاتٍ إعلامية موسّعة، أن "المؤسف حقاً هو أن كثيراً من الأسماء التي يتم تسويقها عبر وسائل الإعلام على أنها لوبيات نفوذ أو شخصيات قريبة من صُنّاع القرار، لم يكن لها أي حضور فعلي أو تاريخ مقاوم في مسيرة النضال الجنوبي"، مشيراً إلى غيابهم التام عن مشهد الحراك السلمي، وعن جبهات المقاومة الشعبية ضد مليشيا الحوثي الانقلابية.
وقال: "فجأة ظهروا في المشهد، لا بإنجازات ميدانية، ولا بتضحيات جسام، بل فقط لأنهم يملكون علاقات شخصية مع قائدٍ ما، أو لأنهم أتقنوا فنون النفاق والكذب والتطبيل"، مضيفاً أن هذا النوع من الصعود السريع لا يُبنى عليه وطن، بل يُسرّع من انهياره.
وأوضح اليافعي أن "إدارة دولة أو حتى مشروع وطني بأدوات ضعيفة، تعتمد على المجاملات والولاءات الشخصية بدلاً من الكفاءة والنزاهة، هي إدارة فاشلة منذ بدايتها"، مؤكداً أن مثل هذه الممارسات لا تُنتج إلا الفوضى والعشوائية، وتُفقِد الثقة بالمؤسسات، وتُبعثر تضحيات شعب كامل خرج يناضل من أجل كرامته وعدالته.
وشدّد على أن "إقصاء المخلصين، وتطفيش الكوادر الوطنية، وحرمان الخبرات من المشاركة الفعلية في صنع القرار، هو بمثابة إهدار متعمَّد للرصيد البشري الذي يحتاجه الجنوب أكثر من أي وقت مضى"، محذراً من أن "تسليم الملفات الحيوية لأشخاص لا يمتلكون سوى القدرة على الإطراء وليس العمل، سيقود حتماً إلى مزيد من التراجع والانهيار".
وفي ختام حديثه، وصف اليافعي المرحلة الراهنة بـ"زمن المنافقين والفاسدين"، قائلاً: "أما زمن الصادقين، والوطنيين الحقيقيين، والكفاءات القادرة على البناء والإصلاح، فقد تم تأجيله حتى إشعار آخر"، مضيفاً بلهجة حزينة: "لكن التاريخ لا يرحم، والتضحيات لا يمكن أن تُضيع هكذا، وسيأتي اليوم الذي يستعيد فيه الجنوب وجهه الحقيقي، بعيداً عن المحسوبية والنفاق".
وتُعدّ تصريحات اليافعي انعكاساً لما يشعر به عدد كبير من الجنوبيين من إحباط تجاه التحولات السياسية، وغياب العدالة في توزيع الفرص، وسط دعوات متزايدة لإعادة بناء المؤسسات على أسس كفؤة وشفافة، ومحاسبة كل من استغل الموقع لتحقيق مصالح شخصية على حساب المصلحة العامة.