الخميس 11 سبتمبر 2025 12:24 صـ 19 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”كسر الأقفال بالمنشار ليصبح مديرًا!”.. فضيحة تربوية صادمة تهزّ تعز

الخميس 11 سبتمبر 2025 01:20 صـ 19 ربيع أول 1447 هـ
كسر اقفال المدرسة
كسر اقفال المدرسة

اندلعت حالة من الغضب الشعبي العارم في منطقة ريف تعز الجنوبي، إثر حادثة اقتحام مروعة استهدفت مدرسة شرف شرجب الأساسية الثانوية، حيث تم فرض مدير جديد بالقوة والعنف، في خطوة وصفها الأهالي والمعلمون بـ"البلطجة التربوية"، واعتبروها انتهاكًا صارخًا للقانون وللعملية التعليمية التي يفترض أن تُدار بالحوار والشفافية، لا بالسلاح والتهديد.

216.73.216.105

ووفق ما أفادت به مصادر محلية وشهود عيان، فإن عدنان الشرجبي، المُعيَّن حديثًا كمدير لإدارة التربية والتعليم في مديرية الشمايتين، قاد صباح اليوم الأربعاء عملية اقتحام واسعة للمدرسة، مصحوبًا بثلاث سيارات تحمل أشخاصًا مسلحين، في محاولة لفرض مدير مدرسة جديد لم يحظَ بأي توافق من المجتمع المحلي أو هيئة التدريس. وقد رفض الأهالي والمعلمون هذه الخطوة جملةً وتفصيلًا، مشيرين إلى أنها تأتي في سياق "تصفية حسابات شخصية" وليست ضمن أي إطار مؤسسي أو تربوي.

اقتحام بالمنشار وتكسير للأقفال

أظهرت صور وفيديوهات موثقة، تم تداولها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لحظة قيام عدنان الشرجبي ونجله بكسر أقفال مبنى الإدارة المدرسية باستخدام منشار كهربائي، في مشهد ينم عن تجاوز كامل للقانون والأنظمة، ويُعبِّر عن استخفاف صارخ بالمؤسسات التعليمية. وبعد السيطرة على المبنى، تم تسليم إدارة المدرسة لشخص نازح من محافظة الحديدة، وفق المصادر، وتلاحقه سوابق مثيرة للجدل، كان آخرها محاولته سابقاً الاستيلاء على نفس المدرسة، قبل أن يُجبر على الاعتذار والخروج منها إثر ضغوط شعبية واسعة.

إيقاف العملية التعليمية وغضب نسوي

أسفر هذا الاعتداء عن تعطيل كامل للعملية التعليمية في المدرسة، التي تضم مئات الطلاب والطالبات من مختلف المراحل، مما أثار استياءً واسعًا بين أولياء الأمور، ولا سيما النساء اللواتي خرجن في تصريحات علنية معبرات عن غضبهن من "الهمجية التي تُمارَس باسم التربية". وقالت إحدى الأمهات: "كيف نثق بمن يكسر الأبواب ليصبح مديرًا؟ هل هذا هو النموذج الذي نريده لأبناءنا؟".

وأكدت مصادر تربوية مطلعة أن الخلفية الحقيقية لهذه الواقعة ليست إدارية أو تربوية، بل تعود إلى صراع قديم بين الشرجبي وإدارة المدرسة، حيث سبق أن عمل الشرجبي كمدرس في ذات المدرسة، لكنه أُدين سابقًا بحكم شرعي تم تأييده من محكمة الاستئناف، وهو ما يُعد دليلاً على سوء السلوك المهني له في الماضي، وفق ما أوردته وثائق محلية.

اتهامات بدعم رسمي وتدخل سياسي

وقد وجه الأهالي اتهامات مباشرة إلى مدير عام مديرية الشمايتين، عبدالعزيز الشيباني، بدعم ورعاية هذه الخطوة غير القانونية، مشيرين إلى أن الاقتحام تم "بإشراف مباشر" من قبله، ما يطرح تساؤلات خطيرة حول استخدام السلطة المحلية لفرض واقع تعليمي بالقوة، بدلاً من حماية المؤسسات التعليمية من الفوضى والتدخلات.

احتجاجات وشيكة ونقل الطواقم التعليمية

في المقابل، أعلن الأهالي وهيئة التدريس عن نيتهم تنظيم وقفة احتجاجية حاشدة يوم الخميس المقبل أمام المدرسة، تعبيرًا عن رفضهم القاطع لما وصفوه بـ"الانقلاب على المدرسة". كما كشفت المصادر عن عزم الطواقم التعليمية وأولياء الأمور على نقل جميع الطلاب والمعلمين إلى موقع بديل مؤقت، حتى يتم استعادة المدرسة وتصحيح المسار الإداري بعيدًا عن العنف والمحسوبية.

دعوة للتدخل العاجل

في ظل تصاعد التوتر، دعت منظمات مجتمع مدني محلية وناشطون تربويون في تعز إلى تدخل عاجل من وزارة التربية والتعليم وقيادات المحافظة، لوقف ما وصفوه بـ"الاستيلاء المسلح على مؤسسات التعليم"، وطالبوا بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لمحاسبة المتورطين، واستعادة هيبة الدولة داخل المدارس التي باتت ساحة صراعات محلية.

وتأتي هذه الواقعة في وقت تشهد فيه تعز تدهورًا متزايدًا في الخدمات العامة، خصوصًا في القطاع التربوي، حيث تتكرر حالات التدخلات السياسية والإدارية في تعيينات المناصب التعليمية، مما يهدد بانهيار منظومة التعليم في واحدة من أكثر محافظات اليمن احتياجًا للإصلاحات الجذرية.

وفي السياق، يرى مراقبون أن مثل هذه الأحداث لا تُضعف فقط ثقة المجتمع في النظام التعليمي، بل ترسخ ثقافة البلطجة والانتقام، وتُعمّق الفجوة بين المواطنين والمؤسسات الرسمية، في وقت تحتاج فيه تعز إلى وحدة الصف، لا إلى المزيد من الانقسامات والانفلات الأمني والتربوي.