”جرحى تعز يشحذون رواتبهم”: وقفة نارية تفضح تهميش الجرحى رغم تضحياتهم الفادحة!

في مشهد يمزج بين الألم والكرامة، خرج عشرات الجرحى من منتسبي القوات الحكومية في محافظة تعز اليوم الأحد، في وقفة احتجاجية حاشدة أمام مقر شعبة الرعاية الاجتماعية بمحور تعز، مطالبين بحقوقهم التي وصفوها بـ"المشروعة والمنتهكة منذ أشهر".
216.73.216.139
الوقفة، التي حملت في طياتها صرخات مكتومة ووجوهًا شاحبة تُذكر بسنوات الحرب الطويلة، لم تكن مجرد تجمع احتجاجي، بل كانت رسالة مدوية للحكومة اليمنية وللجهات المانحة: لا يمكن أن تُنسى التضحيات بينما تُدفع الرواتب ببطء القافلة!
وبحسب مصادر محلية، فإن هذه الوقفة تعد الأحدث في سلسلة احتجاجات متكررة ينظمها الجرحى، الذين باتوا يعانون من إهمال ممنهج في ملف الرعاية الصحية والدعم المالي، رغم أنهم يُعدّون من "أبطال الجبهات" الذين دفعوا ثمن الدفاع عن الوطن بأجسادهم.
تفاصيل الوقفة: معاناة مكثفة في لافتات وشعارات
رفع الجرحى، الذين يعاني كثير منهم من إعاقات دائمة نتيجة إصابات خطيرة في جبهات القتال، لافتات كُتب عليها عبارات مؤثرة مثل:
- "نريد رواتبنا.. لا نريد شفقة!"
- "ثلاثة أشهر من الجوع والانتظار!"
- "العلاج في الخارج حياة.. والتأخير قتل بطيء!"
وأكد المشاركون أن رواتبهم متأخرة للشهر الثالث على التوالي، في وقت تشهد فيه أسرهم انهيارًا اقتصاديًا حادًا، مع تضخم المصاريف الطبية وارتفاع أسعار المعيشة.
كما طالب المحتجون باستكمال علاج زملائهم العالقين في الخارج، مشيرين إلى أن العشرات من الجرحى لا يزالون عالقين في مستشفيات بالهند ومصر، دون تمويل كافٍ لاستكمال علاجهم أو حتى العودة إلى أوطانهم.
وأضافوا أن هناك حالات حرجة لم تُفرج عنها حتى الآن للعلاج في الخارج، رغم تأكيد اللجان الطبية على أن التأخير قد يُكلّفها حياتها.
مطالب معلّقة: الترقيات والتعويضات في مهب الانتظار
إلى جانب الرواتب والعلاج، طالب الجرحى بإصدار التعزيزات المالية الخاصة بالترقيات المستحقة، والتي وعدت بها الحكومة مرارًا، لكن دون تنفيذ فعلي.
وأوضح أحد الجرحى، الذي رفض الكشف عن اسمه بسبب "الخوف من الانتقام"، قائلاً:
"قدمنا أرواحنا ودمائنا في الجبهات، وآخرون فقدوا أطرافهم أو بصيرتهم، فهل هذا هو الجواب؟ الإهمال، التأخير، والوعود الفارغة؟ نحن لسنا رقمًا في ملف، بل بشر نعاني!"
وأشار إلى أن بعض الجرحى يعيشون في منازل متهالكة، ويعيلون أسرًا كبيرة، بينما لا يحصلون على ما يكفي لشراء الدواء، ناهيك عن تأمين مصاريف العلاج أو التعليم لأبنائهم.
الصمت الحكومي يُفاقم المعاناة الإنسانية
يُعدّ ملف الجرحى من أكثر الملفات حساسية في السياق اليمني، خاصة في ظل استمرار النزاع وغياب مؤسسات الدولة الفاعلة.
وبحسب تقرير صادر عن منظمة "راصد للحقوق" في 2023، فإن أكثر من 12,000 جريح من القوات الحكومية لم يحصلوا على دعم شامل أو رعاية طبية منتظمة، ونحو 40% منهم يعانون من إهمال في ملف العلاج الخارجي.
ويُنظر إلى تأخير صرف الرواتب واستكمال العلاج كمؤشر خطير على تصدّع البنية الإدارية والمالية للحكومة، خصوصًا في المناطق المحررة مثل تعز، التي تعاني من تهميش مزمن على المستويين الخدمي والسياسي.
ماذا بعد؟ هل تُسمع صرخة الجرحى هذه المرة؟
رغم الزخم الإعلامي والشعبي الذي أحدثته الوقفة، لم تصدر أي تصريحات رسمية من الحكومة أو وزارة الدفاع حتى لحظة كتابة هذا التقرير، ما يعزز مخاوف الجرحى من أن صرختهم ستُلقى في دوامة الصمت المعتاد.