• الرئيسية
• المشهد اليمني

أصيب أحد جنود الجيش الوطني، اليوم السبت، إثر مواجهات محدودة في جبهة مقبنة غربي محافظة تعز، في ظل تدهور حاد في الظروف الإنسانية واللوجستية التي يعيشها المرابطون في خطوط المواجهة الأمامية.

وأكدت مصادر عسكرية وميدانية أن الجندي، الذي ينتمي إلى قوات الشرعية، أُصيب بجروح متوسطة جراء كثافة النيران في منطقة عمليات بالجبهة، خلال منتصف النهار، حيث اندلعت اشتباكات متقطعة مع عناصر المليشيات المتمركزة في التلال المقابلة.

في مشهد يعكس حجم الإهمال الذي تعانيه الجبهات القتالية، كشفت المصادر أن الجندي لم يُنقل إلى المستشفى إلا بعد تدخل أحد المواطنين، الذي تبرع بسيارته الخاصة لإنقاذه، في وقت لا توجد فيه أية سيارة إسعاف أو وسيلة طبية رسمية في الجبهة، ما أدى إلى تأخير نقل المصاب وسط درجات حرارة مرتفعة تجاوزت 42 مئوية، وصفها الناشطون بـ"اللسع" حيث "تلسع الحرارة الحديد وتذيب الأحجار".

وأظهرت صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي الجندي المصاب وهو مستلقٍ داخل سيارة نوع "شاص"، وقربه كيس دم يُستخدم لنقل الدم الطارئ، في مشهد مؤثر يعكس معاناة الجرحى في الجبهات الأمامية، حيث يفتقر معظم الخطوط الأمامية إلى أبسط مقومات الإسعاف الأولي.

وأثارت الحادثة موجة غضب واسعة بين نشطاء ومواطنين، الذين انتقدوا بشدة تجاهل الجهات المختصة لحالة الجبهات، مشيرين إلى أن انعدام وسائل النقل الطبي والدعم اللوجستي يعرض حياة الجنود للخطر، ليس فقط في مقبنة، بل في العديد من الجبهات الأخرى بتعز وباقي المحافظات.

ودعا ناشطون وناطقون محليون إلى تدخل عاجل لتوفير سيارات إسعاف مجهزة، وفرق طبية متنقلة، وتجهيز مراكز إسعاف ميدانية قرب خطوط النار، محذرين من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى كوارث إنسانية أكبر، خصوصًا مع تزايد وتيرة الاشتباكات في ظل تعثر جهود التهدئة.

يُذكر أن جبهة مقبنة تشهد منذ أشهر مواجهات متقطعة، وتُعد من أكثر الجبهات تأثرًا بالحصار المفروض على تعز، حيث تعاني الوحدات العسكرية والطبية من نقص حاد في الوقود، والأدوية، والتجهيزات الأساسية، ما يفاقم من معاناة المرابطين والجرحى على حد سواء.

في المقابل، لم تصدر أي جهة رسمية حتى اللحظة بيانًا حول الحادث، فيما تواصل الأجهزة الطبية في مستشفى الجمهوري بتعز، استعداداتها لاستقبال المصاب، الذي وُصفت حالته بالمستقرة نسبيًا بعد تلقيه العلاج الأولي.