• الرئيسية
• المشهد اليمني

في تصعيدٍ جديد يُضاف إلى سجلها الحافل بالانتهاكات، أقدمت مليشيا الحوثي، خلال الساعات الماضية، على شنّ حملة اعتقالات تعسفية طالت عدداً من المواطنين في محافظة المحويت، في خطوةٍ أثارت غضب القبائل المحلية وسط تحذيرات من تداعياتها الأمنية والاجتماعية.

216.73.216.165

وأكدت مصادر محلية مطلعة أن المليشيا الحوثية داهمت منازل مواطنين في مديرية "الرجم" بمحافظة المحويت، واعتقلت ثمانية أشخاص من أبناء قبيلة الشاحذي، وهم:

1. بشار خالد محمد أحمد الشاحذي
2. صادق أمين محمد أحمد الشاحذي
3. طارق أحمد علي أحمد الشاحذي
4. كمال الحفاشي
5. زيدان يحيى دجران
6. حمود محمد الشاحذي
7. خالد محمد الشاحذي
8. محمد محمد أحمد الشاحذي

وأشارت المصادر إلى أن الاعتقالات جرت دون أي مسوّغ قانوني أو تهمة واضحة، في تصرّفٍ يعكس نهج المليشيا في استهداف المدنيين وابتزاز القبائل تحت ذرائع واهية، في محاولةٍ لفرض هيمنتها الأمنية والسياسية على المناطق الخاضعة لسيطرتها.

قبائل الشاحذي تُصدِر بياناً نارياً: "لن نقف مكتوفي الأيدي"

وفي ردٍّ قوي على هذه الانتهاكات، أصدرت قبائل الشاحذي بياناً استنكارياً شديد اللهجة، ندّدت فيه بما وصفته بـ"الاعتداء الغاشم" على أبنائها، مؤكدةً أن هذا التصرّف لا يُعدّ اعتداءً على الأفراد فحسب، بل هو "طعنٌ في كرامة القبيلة بأسرها، ومساسٌ بمكانتها وشموخها التاريخي".

وجاء في البيان:

"إن ما قامت به مليشيا الحوثي من اعتقالات تعسفية بحق أبناء قبيلة الشاحذي هو محاولة بائسة لتركيع رجالٍ عُرفوا عبر التاريخ بالعزة والصلابة، ورفضوا الذلّ والمهانة منذ الأزل. نُحذّر المليشيا من العبث بكرامة هذه القبيلة، فنحن لسنا كغيرنا، ولن نقف مكتوفي الأيدي إزاء أي اعتداءٍ يطال أبناءنا".

وأضاف البيان أن هذا الفعل "الهمجي" يُضاف إلى سجل الحوثي الأسود الحافل بالجرائم بحق الشعب اليمني، مشدداً على أن "قبيلة الشاحذي، المعروفة بتاريخها العريق وشجاعتها، لا تعرف الانكسار ولا تقبل المهانة"، مُحمّلاً جماعة الحوثي "كامل المسؤولية عن سلامة المعتقلين وحياتهم".

مطالبات بالإفراج الفوري وتحذيرات من تصعيد

ودعت قبائل الشاحذي، في ختام بيانها، إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين"، محذّرة من أن "أي تأخير أو مساسٍ بأرواحهم سيُقابل بردٍّ قوي لا تُحمد عقباه".

ويأتي هذا التصعيد في وقتٍ تشهد فيه مناطق سيطرة الحوثيين تصاعداً ملحوظاً في حملات الاعتقال التعسفي، خصوصاً ضد الناشطين، والمشائخ، وأبناء القبائل التي ترفض الخضوع لسياسات الجماعة، ما يُنذر بتوترات قبلية قد تُعقّد الوضع الأمني في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها.

ويُنظر إلى هذه الخطوة الحوثية على أنها محاولةٌ لفرض المزيد من الضغوط على القبائل المستقلة، في ظلّ سعي الجماعة لتوحيد الخطاب القبلي تحت سلطتها، وهو ما ترفضه قبائل مثل الشاحذي التي تحافظ على استقلاليتها وكرامتها كجزءٍ من هويتها التاريخية.