بعد قطر .. الكشف عن الهدف التالي لإسرائيل

تحذيرات متصاعدة داخل إسرائيل من تداعيات قصف الدوحة برزت في مقالة نشرتها صحيفة هآرتس، حذّرت فيها من أن تركيا قد تتحول إلى الهدف التالي لتل أبيب، في خطوة وصفتها بأنها ستكون كارثية على المستويين الاستراتيجي والإقليمي.
المقال في الصحيفة اعتبر أن أي مواجهة مع أنقرة تختلف جذريًا عن استهداف قطر، نظرًا لقوة الجيش التركي بوصفه الثاني في حلف الناتو، إضافة إلى نفوذ تركيا في سوريا وليبيا وشرق المتوسط، وهو ما يعني أن أي ضربة هناك ستنقل النزاع من ساحة محدودة إلى مواجهة إقليمية واسعة.
وربط المقال بين الغارة على الدوحة في 9 سبتمبر/أيلول، وبين إعلان جهاز الشاباك قبل أيام إحباط محاولة اغتيال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اتهم بتنفيذها عناصر من حماس انطلاقًا من تركيا. وعلى الرغم من أن أنقرة نفت تمامًا أي تورط، إلا أن المقال أثار تساؤلات عن احتمال أن تجد إسرائيل نفسها مضطرة لاستهداف قيادات حماس على الأراضي التركية.
وأكدت هآرتس أن الانزلاق إلى صراع مع تركيا سيُفقد إسرائيل دعم الغرب، ويقود إلى فتح جبهات متعددة تهدد الاستقرار الإقليمي، خصوصًا بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أدان فيها قصف الدوحة واعتبره انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، مؤكدًا وقوف بلاده إلى جانب الفلسطينيين.
وفي السياق ذاته، أشار تقرير لصحيفة التايمز أوف إسرائيل إلى أن الجيش الإسرائيلي كان قد خطط لعملية مشابهة في تركيا لكنه تراجع بسبب عضوية أنقرة في الناتو، مفضّلًا استهداف قطر. غير أن الضغوط الداخلية قد تدفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى خيارات أكثر مغامرة.
الغارة الإسرائيلية الأخيرة على شمال الدوحة أودت بحياة ستة أشخاص، بينهم نجل القيادي في حماس خليل الحية، إضافة إلى ضابط أمن قطري، فيما وقعت إصابات في منطقة مكتظة قرب مدارس وسفارات.
العلاقات بين أنقرة وتل أبيب تدهورت بشدة منذ أكتوبر 2023، وتعمقت الأزمة مع قرار تركيا في أغسطس الماضي إغلاق مجالها الجوي أمام الطيران الإسرائيلي وقطع روابط اقتصادية، في خطوة وصفها وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بأنها رد على الإبادة الجماعية في غزة.
216.73.216.105