السبت 13 سبتمبر 2025 07:29 مـ 21 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”السماء احمرت.. والشمس اختفت! موجة غبار قياسية تجتاح العقلة بشبوة وسط مخاوف صحية متصاعدة”

السبت 13 سبتمبر 2025 08:43 مـ 21 ربيع أول 1447 هـ
غبار بيحان
غبار بيحان

اجتاحت موجة غبار كثيفة اليوم منطقة العقلة في محافظة شبوة، مُسببة انخفاضًا حادًا في مدى الرؤية الأفقية، وتشكل طبقة من الغبار الكثيف يغطي السماء والشوارع والمنازل، ما أثار مخاوف محلية من تأثيراتها الصحية والمرورية والبيئية.

216.73.216.105

وبحسب شهود عيان ومصادر محلية، فإن الموجة بدأت فجر اليوم وتواصلت على مدار الساعات الأولى من النهار، حيث تحولت الأجواء إلى لونٍ بني محمر، وأصبحت الرياح قوية ومتقلبة، مما زاد من حدة انتشار الجسيمات الدقيقة في الهواء. وشهدت الطرق الرئيسية المؤدية إلى مديرية بيحان، وهي المنطقة الأكثر تضررًا، توقفًا شبه كامل لحركة السير، خاصةً للمركبات الصغيرة والدراجات النارية، بينما تراجعت رحلات الطيران المدني والشحن الجوي بشكل مؤقت.

وقال أحد سكان العقلة، محمد علي : "لم نشهد مثل هذا الغبار منذ سنوات. حتى الشمس اختفت خلف سحابة داكنة، والهواء يحمل رائحة التراب والجفاف. أطفالنا يعانون من السعال، ونحن نضطر لإغلاق النوافذ وإبقاء الجميع داخل المنازل".

وأكدت مصادر طبية في مستشفى العقلة العام أن عدد الحالات التي تم استقبالها بسبب مشاكل تنفسية، كالربو والتهابات الشعب الهوائية، ارتفع بنسبة 60% مقارنة بالأيام السابقة، مع تسجيل حالات إغماء بين كبار السن وذوي الأمراض المزمنة.

ودعت إدارة الصحة العامة المواطنين إلى تجنب الخروج إلا للضرورة القصوى، واستخدام الكمامات والحفاظ على الترطيب، مشيرةً إلى أن "التعرض المطول لهذا النوع من الغبار قد يُفاقم الأزمات الصحية، خاصة في ظل ضعف البنية التحتية الصحية بالمنطقة".

في المقابل، أعرب أهالي المنطقة عن أملهم في أن تكون هذه الموجة مقدمة لهطول أمطار.

وأشارت بيانات الأرصاد الجوية المحلية إلى أن الرياح الشمالية الغربية هي المسؤولة عن نقل الغبار من المناطق الصحراوية الداخلية، وأن الحالة ستستمر حتى مساء اليوم، مع احتمالية تحسن تدريجي اعتبارًا من يوم غدٍ، لكن دون توقعات موثوقة بهطول أمطار في المدى القريب.

ومع ذلك، تشير بعض النماذج الجوية إلى احتمال تشكل منخفض جوي في اليمن خلال الأيام المقبلة، ما قد يفتح الباب أمام فرص للأمطار في مناطق شبوة، خصوصًا في مناطق بيحان والجبل.

وطالبت منظمات محلية للعمل الإنساني، بالتعاون مع الجهات الحكومية، بسرعة توزيع كمامات طبية ومواد تعقيم على المناطق المتضررة، وتنظيم حملات توعية صحية، خصوصًا في المدارس والمساجد، نظرًا لخطورة الغبار على الأطفال وكبار السن.

وفي الوقت الذي تكافح فيه السلطات المحلية لاستعادة حركة المرور وتأمين الخدمات الأساسية، يبقى أهل العقلة بين خوفٍ من تبعات الغبار ورجاءٍ في سماء تُنبت المطر، مُتمسكين بإيمانهم بأن "بعد كل عاصفة تأتي فرصة".