السبت 13 سبتمبر 2025 10:26 مـ 21 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

استنفار كبير في الحدود.. مقاتلات بولندية ترد على اختراقات المسيّرات الروسية

السبت 13 سبتمبر 2025 11:25 مـ 21 ربيع أول 1447 هـ
استنفار كبير في الحدود.. مقاتلات بولندية ترد على اختراقات المسيّرات الروسية

"لن ننتظر حتى تقع الكارثة"، بهذه العبارة عبّرت قيادة العمليات البولندية عن موقفها الحازم تجاه التهديدات الجوية المتصاعدة قرب حدودها الشرقية، حيث دفعت بطائرات مقاتلة تابعة لها ولحلفائها من الناتو في خطوة استباقية لحماية المجال الجوي، عقب تحذيرات من ضربات بطائرات مسيّرة في أوكرانيا المجاورة.

التحرك العسكري جاء متزامنًا مع إغلاق مطار لوبلين ومجاله الجوي، وفقًا لوكالة الملاحة الجوية البولندية، التي أكدت أن الإجراء احترازي ولم يُسجل أي اختراق جديد. هذا التصعيد يعكس حالة التأهب القصوى التي تعيشها وارسو منذ إسقاط طائرات مسيّرة روسية قبل أيام، في حادثة وصفت بأنها الأولى من نوعها داخل أراضي الناتو منذ اندلاع الحرب الأوكرانية.

وفي تطور لافت، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته إطلاق عملية "الحارس الشرقي"، لتعزيز الدفاعات الجوية على الجناح الشرقي لأوروبا، في ظل ما وصفه بـ"التهور الروسي المتزايد". تصريحات روته جاءت بعد مشاورات مكثفة مع القيادة البولندية، بحسب المتحدثة باسم الحلف أليسون هارت.

التوترات المتصاعدة دفعت بولندا إلى رفع إنفاقها الدفاعي إلى 4.7% من الناتج المحلي الإجمالي، لتتصدر قائمة الدول الأعضاء في الناتو من حيث الإنفاق العسكري، متجاوزة دولًا كبرى مثل ألمانيا وفرنسا. كما شهدت البلاد موجة غير مسبوقة من الانخراط الشعبي في برامج التدريب العسكري التطوعي، حيث التحق أكثر من 20 ألف بولندي خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، وسط مخاوف متزايدة من "التهديد الروسي".

وفي برانيفو، على بعد كيلومترات من الحدود الروسية، تجسدت هذه المخاوف في مشهد مواطنة بولندية تحفر خندقًا دفاعيًا، قائلة: "سأفعل أي شيء لحماية طفلي". هذا الحراك الشعبي يتزامن مع إعادة هيكلة القوات المسلحة، وتدشين مشروع "الدرع الشرقي" على الحدود مع بيلاروسيا وكالينينغراد، والذي يشمل تحصينات متقدمة وأنظمة مراقبة إلكترونية.

نائب وزير الدفاع بافل زالفسكي أوضح أن النموذج الجديد للتدريب يتيح للمواطنين خيارات متعددة، من الانضمام للجيش النظامي إلى البقاء ضمن الاحتياط، في إطار هيكل مرن يشبه التجارب الألمانية والليتوانية، ويهدف إلى تشكيل قوة قابلة للتوسع عند الحاجة.

في المقابل، تواجه دول أوروبية أخرى تحديات في التجنيد، ما يعزز توجه بولندا نحو استقلالية دفاعية أكبر، خاصة في ظل تغيرات سياسية دولية قد تؤثر على التزامات واشنطن تجاه الحلفاء. وكما قال زالفسكي: "نحن مستعدون لمواجهة تهديدات اليوم، ونتهيأ لما قد يحمله الغد".

216.73.216.105

موضوعات متعلقة