الأربعاء 17 سبتمبر 2025 04:16 مـ 25 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يحسم اليوم قرار الفائدة.. الأسواق العالمية تترقب خفضًا مرتقبًا وتباينًا في التوقعات

الأربعاء 17 سبتمبر 2025 05:12 مـ 25 ربيع أول 1447 هـ
رئيس الفيدرالي الأميركي
رئيس الفيدرالي الأميركي

تتجه أنظار المستثمرين حول العالم اليوم صوب الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الذي يعلن عن قراره بشأن أسعار الفائدة، في وقت تسود فيه حالة من الترقب والحذر بين المتداولين في مختلف الأسواق، ويُتوقع أن يُقدم الفيدرالي على خفض تكاليف الاقتراض للمرة الأولى خلال عام 2025، وسط جدل واسع بين الأعضاء حول حجم التخفيضات المحتملة ومدى استمراريتها.

الترقب يسيطر على الأسواق قبل قرار الفيدرالي

216.73.216.105

السيناريو الأكثر ترجيحًا، وفق المحللين، يتمثل في خفض الفائدة ربع نقطة مئوية (25 نقطة أساس)، بينما تراهن شريحة من المستثمرين على خفض أكبر قد يصل إلى نصف نقطة مئوية (50 نقطة أساس) قبل نهاية العام، مستندين إلى تباطؤ سوق العمل الأميركية وتراجع مؤشرات النمو.

خلفيات القرار: تباطؤ الاقتصاد مقابل عناد التضخم

يأتي القرار في ظل ضغوط متزايدة على الاقتصاد الأميركي؛ حيث تشير بيانات حديثة إلى تباطؤ سوق العمل، الأمر الذي دفع العديد من الخبراء إلى توقع بدء دورة تيسير نقدي، ومع ذلك، يبقى التضخم عاملًا مقلقًا لصناع القرار، إذ لم ينخفض بالوتيرة المأمولة، ما يجعل الفيدرالي أمام معادلة صعبة بين دعم النمو وضبط الأسعار.

ويرى خبراء أن أي قرار بخفض الفائدة سيكون رسالة مزدوجة للأسواق، من جهة تأكيد التزام الفيدرالي بدعم الاقتصاد، ومن جهة أخرى إشارة إلى استمرار الحذر في مواجهة التضخم.

الأسواق بين الرابحين والخاسرين

  • خفض أسعار الفائدة المرتقب لن ينعكس بشكل متساوٍ على مختلف الأصول.
  • الأسواق الناشئة قد تستفيد من تدفق رؤوس الأموال الباحثة عن عوائد أعلى.
  • الذهب يُتوقع أن يواصل مكاسبه باعتباره ملاذًا آمنًا مع تراجع العوائد الحقيقية على السندات.
  • في المقابل، قد تتعرض السندات الأميركية طويلة الأجل لضغوط إذا تجاوزت التوقعات حجم التخفيضات الحقيقية.
  • أما أسواق الأسهم، فهي تتحرك بحذر قرب مستويات قياسية، في انتظار ما سيكشفه رئيس الفيدرالي جيروم باول حول مسار السياسة النقدية.

الانقسامات داخل الفيدرالي تزيد الضبابية

اللافت أن أعضاء الفيدرالي منقسمون حول حجم التخفيضات، حيث يفضل بعضهم الاكتفاء بخفض محدود لمرة واحدة بهدف مراقبة بيانات الاقتصاد لاحقًا، بينما يرى آخرون أن هناك حاجة إلى خفض متتالي لكبح تداعيات تباطؤ النمو.

هذا الانقسام يزيد من حالة الضبابية في الأسواق، خصوصًا أن أي إشارة من باول حول مستقبل السياسة النقدية قد تكون أكثر تأثيرًا من القرار نفسه.

هل تبالغ الأسواق في توقعاتها؟

عدد من المحللين، مثل نور الدين الحموري كبير استراتيجي الأسواق في "سكويرد فايننشال"، حذروا من أن الأسواق ربما تبالغ في تسعيرها لتخفيضات أكبر مما قد يُنفذ فعليًا، مشيرين إلى أن الفيدرالي قد يفضل سياسة أكثر تحفظًا لتفادي أي اضطراب مالي غير محسوب.

القرار اليوم قد يرسم ملامح 2025

مع اقتراب لحظة الحسم، يظل المشهد مفتوحًا على كل الاحتمالات، لكن المؤكد أن قرار الفيدرالي اليوم سيترك أثرًا عميقًا على حركة الأسواق العالمية، سواء كان بخفض محدود أو بداية لدورة طويلة من التيسير النقدي.

الأسواق تترقب، والمتداولون في وضع الانتظار، لكن الأنظار كلها تتجه إلى ما سيقوله جيروم باول بعد القرار، إذ قد تحمل كلماته مفتاح المرحلة المقبلة للسياسة النقدية الأميركية والعالمية على حد سواء.

موضوعات متعلقة