وزير الخارجية الزنداني يعزز الشراكة الدولية: لقاءات مكثفة مع فرنسا والاتحاد الأوروبي وكوريا لدعم اليمن

أجرى وزير الخارجية وشؤون المغتربين، الدكتور شائع الزنداني، اليوم الأربعاء، سلسلة لقاءات مع سفراء الدول الشريكة لليمن، حيث التقى كلًّا من سفيرة فرنسا لدى اليمن، كاترين قرم كمون، وسفير الاتحاد الأوروبي، باتريك سيمونيه، والسفير الكوري، في إطار تعزيز التعاون الثنائي والدولي ودعم جهود الحكومة اليمنية في مختلف المجالات.
وخلال لقائه بالسفيرة الفرنسية، استعرض الوزير الزنداني مستجدات الأوضاع في اليمن والمنطقة، مشدداً على خطورة التداعيات الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر الشقيقة. كما أشاد بالجهود المشتركة التي تبذلها فرنسا والمملكة العربية السعودية في دعم عملية السلام في الشرق الأوسط من خلال "إعلان نيويورك"، الهادف إلى تحقيق حل عادل وشامل يقود إلى إقامة دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وبحث اللقاء جهود الحكومة اليمنية في مجال الإصلاحات الاقتصادية، مؤكدًا أهمية دعم المجتمع الدولي لضمان انعكاس هذه الجهود بشكل ملموس على حياة المواطنين. كما شدد الوزير على ضرورة نقل المنظمات والوكالات والبرامج الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن بعد نقل وظيفة المنسق المقيم للأمم المتحدة، مشيرًا إلى عدم وجود أي مبرر لبقائهم في صنعاء تحت سيطرة المليشيات الحوثية التي تتجاهل القانون الدولي وتعيق العمل الإنساني.
كما ناقش الزنداني مع السفيرة الفرنسية أهمية بناء القدرات المؤسسية وتدريب وتأهيل كوادر وزارة الخارجية والمؤسسات الحكومية الأخرى عبر برامج ودورات طويلة الأمد. وأكدت السفيرة الفرنسية دعم بلادها لليمن في تدريب وتأهيل الكوادر، بما يشمل المعهد الدبلوماسي اليمني، فضلًا عن المساهمة في القطاعات التنموية والصحية والزراعية وتطوير صيد الأسماك، لتخفيف معاناة المواطنين وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والمعيشي.
وفي وقت لاحق، التقى الوزير الزنداني بسفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، باتريك سيمونيه، حيث أعرب عن شكره للاتحاد على الدعم المقدم خلال مؤتمر شراكة الأمن البحري، مؤكدًا أهمية مساهمة الاتحاد في تعزيز قدرات خفر السواحل اليمني بما يعزز الاستقرار الإقليمي. كما رحب الوزير بقرار الأمم المتحدة نقل وظيفة المنسق المقيم إلى عدن، وحث جميع الوكالات على الانتقال لضمان سلامة موظفيها العاملين في المجال الإنساني.
وشدد الزنداني على ضرورة اتخاذ إجراءات جماعية لممارسة أقصى الضغوط السياسية والاقتصادية على المليشيات الحوثية لإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات والتوقف عن سياسة المراوغة ورفض مساعي السلام، محذرًا من تورطها في دعم الجماعات الإرهابية في القرن الأفريقي وتهريب الأسلحة وزعزعة الأمن الإقليمي.
من جهته، جدد السفير سيمونيه التزام الاتحاد الأوروبي بدعم اليمن في المجالات الإنسانية والتنموية، مؤكدًا أن تحقيق السلام في اليمن يمثل أولوية استراتيجية للاتحاد، وسيستمر التنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة والمجتمع الدولي لدعم الحكومة في تنفيذ الإصلاحات وتعزيز الاستقرار وحماية الأمن الإقليمي والدولي.
كما بحث الوزير الزنداني مع السفير الكوري تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، حيث سلم السفير خطاب تهنئة من وزير الخارجية الكوري تشو هيون بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن وكوريا، مؤكداً تطلع بلاده لتوسيع آفاق التعاون بين الدولتين. وأشاد الزنداني بالدعم الكوري المقدم لليمن، بما في ذلك تعهد إضافي بقيمة 5 ملايين دولار، ليصل إجمالي الدعم لهذا العام إلى 20 مليون دولار، ويشمل مساعدات غذائية وإنسانية، وتمويل مشاريع المياه النظيفة ومكافحة وباء الكوليرا، فضلًا عن دعم آلية الأمم المتحدة للمراقبة والتحقق.
216.73.216.105