السبت 20 سبتمبر 2025 11:02 مـ 28 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”لحظات مروعة في عقبة عبدالله غريب بحضرموت... شاهد كيف انتهت رحلة أسرة بأكملها!”

الأحد 21 سبتمبر 2025 12:27 صـ 29 ربيع أول 1447 هـ
الحادث
الحادث

قيت أسرة يمنية كاملة مصرعها في حادث مروري مأساوي هزّ مشاعر سكان منطقة عقبة عبدالله غريب بمحافظة حضرموت، مساء اليوم، بعد أن سقطت مركبتهم من مرتفع جبلي شاهق، لتشتعل فيها النيران ويُعلن عن وفاة جميع ركابها على الفور، في مشهد وصفه شهود عيان بـ"المفجع".

216.73.216.118

وبحسب مصادر محلية مطلعة، فإن الحادث وقع حينما كانت الأسرة — التي تضم نساءً وأطفالاً — في طريقها عبر الطريق الجبلي الوعر المؤدي إلى إحدى القرى المجاورة. وفجأة، انحرفت المركبة عن مسارها لأسباب لا تزال غير محددة، ربما بسبب انزلاق أو خطأ في القيادة أو عطل مفاجئ، لتسقط من على حافة العقبة الشاهقة، وتتحطم على الصخور أسفل المنحدر.

وسرعان ما اشتعلت النيران في حطام السيارة، ما جعل من المستحيل الوصول إلى الركاب أو إنقاذهم، رغم محاولات الأهالي والمواطنين القريبين من موقع الحادث، الذين هرعوا إلى المكان فور سماع صوت الارتطام والانفجار.

وقال أحد شهود العيان :

"سمعنا صوت اصطدام قوي ثم انفجار، فهرعنا إلى الموقع، لكن اللهب كان قد التهم المركبة بالكامل. حاولنا إخماد الحريق بأي وسيلة، لكن النيران انتشرت بسرعة هائلة، ولم نتمكن من الوصول إليهم... كان المشهد مؤلماً جداً، خاصة وأن بينهم أطفالاً".

وأضاف آخر:

"لم ينجُ أحد... الأسرة بأكملها كانت داخل السيارة. نحن في صدمة كبيرة، فهذه العقبة معروفة بخطورتها، ونطالب الجهات المعنية بتحسين السلامة المرورية فيها، ووضع حواجز واقية وتحذيرات واضحة".

وأثار الحادث موجة من الحزن والتنديد على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث طالب ناشطون وأهالي المنطقة بتدخل عاجل لمعالجة المخاطر في الطرق الجبلية، لا سيما عقبة عبدالله غريب التي شهدت حوادث مماثلة في السابق، دون أن تتخذ إجراءات وقائية كافية.

من جهتها، أعلنت الأجهزة الأمنية والمرورية في حضرموت عن فتح تحقيق عاجل في ملابسات الحادث، كما أرسلت فرقاً للتعامل مع الحطام وإخماد بقايا النيران، فيما يُتوقع أن يتم نقل جثامين الضحايا إلى أقرب مستشفى لإجراءات الطب الشرعي، تمهيداً لتسليمها إلى ذويهم لدفنها وفق الطقوس المحلية.

نداءات متكررة... وحلول غائبة

يُذكر أن عقبة عبدالله غريب — وهي إحدى أهم الممرات الجبلية في حضرموت — تشهد سنوياً عشرات الحوادث، بعضها مميت، بسبب ضيق الطريق، وانحداره الشديد، وعدم وجود حواجز أمان أو إنارة كافية، ما يجعلها مصيدة موت للمواطنين، خاصة في ساعات الليل أو أثناء الأمطار.

ويجدد هذا الحادث المأساوي المطالب الشعبية بضرورة تدخل الحكومة المحلية والمركزية لتحسين البنية التحتية للطرق الجبلية، وتوفير معدات الإنقاذ والإسعاف في النقاط الخطرة، ونشر لوحات تحذيرية ودوريات مرورية دائمة، لتفادي تكرار مثل هذه الكوارث التي تُفقد الأسر بأكملها في لحظات.

الحزن يخيم... والتعازي تتوالى

وفي ظل الصدمة التي أصابت المجتمع المحلي، توالت التعازي من مشايخ القبائل، والشخصيات الاجتماعية، والمسؤولين، الذين عبّروا عن عميق حزنهم، وقدموا واجب العزاء لأقارب الضحايا، داعين الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان.

موضوعات متعلقة