المركزي السوري يكشف خطة لإصلاح النظام النقدي ويستعد لطرح عملة جديدة خلال 3 أشهر

أكد حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر حصرية، أن التحدي الأكبر أمام جهود الإصلاح الاقتصادي والمالي في البلاد يتمثل في اتساع حجم الاقتصاد غير الرسمي، وتزايد تداول النقد خارج النظام المصرفي، ما يعرقل دقة البيانات ويصعّب اتخاذ القرار المالي السليم.
216.73.216.118
وأوضح حصرية، في تصريحات نقلتها صحيفة الشرق الأوسط، أن هذه الظاهرة تتقاطع مع تأثير العقوبات والقيود الخارجية، التي حدّت من قدرة سوريا على التواصل مع الأسواق الدولية، مشيرًا إلى أن المصرف المركزي يعمل على برنامج متكامل لتحقيق استقرار الأسعار والحفاظ على قيمة العملة، بالتوازي مع خلق بيئة مالية داعمة للنمو.
انكشاف مصرفي على لبنان ونقص السيولة
وفي سياق التحديات المالية، أشار حصرية إلى أن أحد أبرز أسباب نقص السيولة في البنوك السورية هو الانكشاف الكبير على القطاع المصرفي اللبناني، حيث تتجاوز الالتزامات المستحقة على البنوك اللبنانية، بما فيها المصرف المركزي اللبناني، تجاه القطاع المصرفي السوري 1.6 مليار دولار، إلى جانب ودائع السوريين من أفراد وشركات في المصارف اللبنانية، ما ساهم في تراجع ثقة المواطنين بالجهاز المصرفي المحلي.
عملة جديدة لتبسيط التعاملات واستعادة الثقة
وكشف حصرية عن خطة المصرف لطرح عملة سورية جديدة خلال نحو 3 أشهر، تتضمن حذف أصفار من العملة الحالية، بهدف تبسيط التعاملات اليومية، وتسهيل الحسابات، والحد من التدفقات النقدية الكبيرة في السوق غير الرسمي، إضافة إلى تعزيز الثقة العامة بالعملة الوطنية، وفتح الباب أمام إصلاحات نقدية أوسع.
وأوضح أن المصرف أعد طلبًا لاستجلاب عروض من الشركات الكبرى المتخصصة في طباعة العملات، تمهيدًا لإطلاق الورقة النقدية الجديدة ضمن عملية إعادة تسمية شاملة.
تحسن في سعر الصرف وتراجع التضخم
وأشار حصرية إلى أن مستويات التضخم تراجعت بشكل ملحوظ بعد إطاحة النظام السابق نهاية العام الماضي، كما تحسّن سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، ليبلغ حاليًا نحو 11,500 ليرة للدولار في السوق الموازية، بعد أن تجاوز 15,000 ليرة في الأشهر التي سبقت التغيير السياسي.
وتعتمد استراتيجية المصرف المركزي للحفاظ على استقرار سعر الصرف على إدارة احتياطات النقد الأجنبي، وتنظيم سوق الصرف، وتقليص الفجوة بين السوق الرسمية وغير الرسمية، إلى جانب تشجيع التحويلات عبر القنوات الرسمية، وتعزيز التعاون التجاري والمالي مع الشركاء الإقليميين.
تعاون مصرفي مع السعودية
وفي إطار تعزيز العلاقات المالية الخارجية، كشف حصرية عن نتائج زيارته الأخيرة إلى الرياض، حيث ناقش مع المصرف المركزي السعودي والمؤسسات المالية السعودية سبل تطوير آليات الدفع والتسوية، وتشجيع الاستثمارات السعودية في قطاعات إعادة الإعمار، وفتح حسابات مراسلة للبنوك السورية في المصارف السعودية الرائدة، بما يسهم في تنشيط المبادلات التجارية والتمويلية بين البلدين.
أقراأيضا:فرنسا تعلن اعترافها الرسمي بدولة فلسطين في مؤتمر أممي مشترك | المشهد اليمني