الإغلاق الحكومي يشل حركة الطيران في أمريكا.. إلغاء أكثر من 1000 رحلة وتوقعات بأزمة أكبر
تشهد الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكبر أزمات النقل الجوي في تاريخها الحديث، بعد أن أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) إلغاء أكثر من 1000 رحلة جوية خلال الساعات الماضية، بسبب استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي دخل أسبوعه الرابع، مما تسبب في اضطرابات واسعة داخل المطارات الأمريكية الكبرى.
الإغلاق الحكومي الأمريكي يضرب قطاع الطيران في مقتل
ووفقًا لتقارير وكالة “أسوشيتد برس”، فإن السبب الرئيسي وراء هذه الفوضى غير المسبوقة هو توقف صرف رواتب مراقبي الحركة الجوية منذ ما يقرب من شهر، وهو ما أدى إلى ارتفاع معدلات الغياب بينهم بشكل كبير، نتيجة الضغوط المالية التي يعانونها، وأشارت الوكالة إلى أن المطارات الأمريكية أصبحت تعمل بنصف طاقتها تقريبًا، في ظل نقص الكوادر وازدياد الضغط على العاملين المتبقين.
مطارات كبرى تعاني الإلغاء والتأخير
وأعلنت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية قرارًا بتقليص عدد الرحلات الجوية في المطارات الأكثر ازدحامًا مثل أتلانتا، ودالاس، ودنفر، وشارلوت، في محاولة لضمان سلامة التشغيل ومنع انهيار النظام بالكامل، والمشاهد في هذه المطارات كانت صادمة، حيث اصطفت طوابير طويلة عند نقاط التفتيش الأمنية، وامتلأت صالات الانتظار بالمسافرين الغاضبين الذين فشلوا في اللحاق برحلاتهم، فيما حاولت شركات الطيران تهدئة الركاب وتقديم تعويضات مؤقتة.
وبحسب تقارير محلية، فإن الرحلات الدولية لم تتأثر بشكل كبير حتى الآن، إلا أن محللين في قطاع الطيران حذروا من أن استمرار الإغلاق الحكومي لفترة أطول سيؤدي إلى توسع نطاق الإلغاءات ليشمل الرحلات العابرة للقارات أيضًا.
تحذيرات رسمية وتوقعات قاتمة
وفي تصريحات أدلى بها وزير النقل الأمريكي شون دافي لشبكة “فوكس نيوز”، أكد أن عدد الرحلات الملغاة قد يرتفع بنسبة تتراوح بين 15% إلى 20% من إجمالي الرحلات اليومية، إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي سريع للأزمة، وقال دافي:
«نحن نعمل مع شركات الطيران لتقليل الخسائر وضمان استمرار الرحلات الحيوية، لكن إن لم تُصرف رواتب المراقبين الجويين قريبًا، فالأزمة ستتضاعف».
وأضاف أن الحكومة تتابع عن قرب تأثير الإغلاق الحكومي على الاقتصاد الأمريكي، مشيرًا إلى أن قطاع الطيران وحده يخسر ملايين الدولارات يوميًا بسبب الإلغاءات والتأخيرات وتعويضات الركاب.
شركات الطيران والمسافرون في مأزق
في المقابل، تحاول شركات الطيران الأمريكية إعادة جدولة الرحلات وتقليل الخسائر التشغيلية قدر الإمكان، بينما وجد آلاف المسافرين أنفسهم عالقين في المطارات أو مضطرين لتغيير خطط سفرهم بالكامل.
بعض الركاب لجأوا إلى تأجير السيارات أو القطارات كبدائل مؤقتة، فيما اضطر آخرون إلى إلغاء رحلات عمل أو مناسبات عائلية بسبب استمرار الشلل في قطاع الطيران.
وأكدت مصادر في شركة “دلتا إيرلاينز” أن الخسائر اليومية للشركات قد تصل إلى 50 مليون دولار إذا استمرت الأزمة حتى الأسبوع المقبل، موضحة أن الإغلاق الحكومي الأمريكي أصبح أزمة وطنية تهدد قطاع النقل والاقتصاد معًا.
أزمة تتجاوز المطارات
ويرى مراقبون أن ما يحدث في المطارات الأمريكية اليوم هو انعكاس مباشر للعجز السياسي في واشنطن، حيث لا يزال الخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين حول الميزانية الفيدرالية مستمرًا، ما تسبب في تجميد عمل آلاف الموظفين الحكوميين.
ومع استمرار الوضع على هذا النحو، يتوقع خبراء الاقتصاد أن تتأثر قطاعات أخرى مثل السياحة، والتجارة، والخدمات اللوجستية، ما يضع الولايات المتحدة أمام اختبار صعب لاستعادة انتظامها الإداري والاقتصادي في أقرب وقت.













