الأحد 9 نوفمبر 2025 02:25 صـ 18 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

مشاركة يحيى صالح في ”مؤتمر محور المقاومة” ببيروت تشعل مواقع التواصل

الأحد 9 نوفمبر 2025 03:18 صـ 19 جمادى أول 1447 هـ
يحيى صالح في المؤتمر
يحيى صالح في المؤتمر

شهدت الساحة اليمنية والساحة الإعلامية العربية حالة من الجدل والسخط غير المسبوق، عقب الكشف عن مشاركة يحيى محمد صالح، شقيق قائد "المقاومة الوطنية" العميد طارق صالح، في مؤتمر "محور المقاومة" المنعقد في بيروت، والذي يُعد منصة رئيسية للترويج للمشروع الإقليمي الإيراني.

هذه المشاركة، التي جاءت في وقت تواجه فيه مليشيا الحوثي ضربات عنيفة على الجبهات، أثارت عاصفة من التساؤلات حول أبعادها السياسية، ووضعت قيادات التحالف المناهض للحوثيين في موقف بالغ الحساسية.

تفاصيل الحدث:

انطلقت شرارة الجدل بعد تداول صور وفيديوهات تظهر يحيى محمد صالح، رئيس جهاز الأمن المركزي السابق، جالساً في قاعة المؤتمر بالعاصمة اللبنانية، الذي حضره ممثلون عن فصائل وحركات موالية لإيران، على رأسها "حزب الله" اللبناني ووفود من مليشيا الحوثي.

وكان لافتاً حضور يحيى صالح أثناء إلقاء زعيم مليشيا الحوثي، عبد الملك الحوثي، لكلمة مسجلة عبر الفيديو، حيث بدا يستمع باهتمام مع الحضور، في مشهد وصفه مراقبون بأنه "رسالة ذات دلالات عميقة".

يُعد المؤتمر، الذي حمل عنوان "فلسطين عنواناً والمقاومة منهجاً"، بمثابة تجمع سنوي لأذرعة إيران الإقليمية، ويهدف إلى تعزيز التنسيق فيما بينها وإظهار القوة الموحدة في وجه الخصوم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وإسرائيل.

ردود الفعل الواسعة:

على الفور، انطلقت حملات انتقاد واسعة النطاق على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر آلاف النشطاء والإعلاميين والسياسيين اليمنيين عن غضبهم ودهشتهم. ووصف الكثيرون مشاركة يحيى صالح بأنها "طعنة في ظهر المقاومة الوطنية والتحالف"، و"خيانة لتضحيات آلاف المقاتلين الذين سقطوا في مواجهة المشروع الإيراني بقيادة الحوثيين".

ووجه النشطاء انتقادات لاذعة ليحيى صالح، مؤكدين أن جلوسه في خندق العدو يتناقض بشكل صارخ مع خطاب المقاومة الذي يتبناه شقيقه طارق صالح، والذي يعتبر نفسه جزءاً من التحالف العربي الداعم للشرعية.

ضغوط على طارق صالح ونظرية "تبادل الأدوار":

سرعان ما تحولت الأنظار نحو العميد طارق صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي، الذي لم يصدر عنه أي موقف رسمي حتى اللحظة. وطالبت أصوات عديدة طارق صالح بإعلان موقف "حازم وواضح" من مشاركة شقيقه، داعية إياه إلى "تبرئة ساحة المقاومة والقوات التي يقودها من أي ارتباط بمثل هذه التوجهات".

وبينما رآه البعض اختباراً لمصداقية العميد طارق، ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، مطالبين بفصله رسمياً عن شقيقه أو إدانة تصرفه علناً.

وفي سياق متصل، برزت نظرية "تبادل الأدوار" التي تداولها بعض المحللين والنشطاء، والتي تفترض وجود تنسيق مسبق بين الأخوين، حيث يقوم يحيى بفتح قنوات تواصل مع محور إيران، بينما يحافظ طارق على موقفه ضمن التحالف، وهو ما وصفه البعض بـ"اللعب على أكثر من حبل".

الخلفية التاريخية وتداعيات محتملة:

يكتسب هذا الحدث أهميته من الخلفية التاريخية المعقدة لعلاقة آل صالح بالحوثيين. فالرئيس الراحل علي عبد الله صالح كان حليفاً استراتيجياً للمليشيا الحوثية خلال سيطرتها على صنعاء عام 2014، قبل أن ينقلب الحوثيون عليه ويقتلوه في عام 2017. ومنذ ذلك الحين، أصبح ابن أخيه طارق صالح أحد أبرز وجوه المعارضة للحوثيين، وقاد مقاومة مسلحة ضدهم.

وجاءت مشاركة يحيى صالح لتعيد فتح ملف "الولاءات المتغيرة" في المشهد السياسي اليمني، وتثير تساؤلات حول احتمالية وجود صفقات أو تسويات خلف الكواليس قد تؤثر على مسار الحرب والتسوية السياسية في البلاد.

موضوعات متعلقة