السبت 8 نوفمبر 2025 02:32 صـ 17 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

غياب لافت وغير مسبوق لعبدالملك الحوثي عن خطابه الأسبوعي.. تساؤلات حول تحولات داخلية وتكتيكات إعلامية جديدة

السبت 8 نوفمبر 2025 03:01 صـ 18 جمادى أول 1447 هـ
قيادات حوثية
قيادات حوثية

في تطور لافت وغير مسبوق، غاب زعيم مليشيا الحوثي، عبدالملك الحوثي، عن خطابه الأسبوعي الذي كان يلقيه كل يوم خميس، وهو التقليد الذي التزم به بشكل صارم منذ ما يقرب من عامين، وتحديداً منذ اندلاع الحرب على غزة، والذي استخدمه كأداة رئيسية للحفاظ على حالة التعبئة المستمرة بين أنصاره.

وجاء هذا الغياب المفاجئ ليطرح مجموعة من التساؤلات الجادة حول الأسباب الكامنة وراءه، خاصة أنه تزامن مع ظهور استثنائي له يوم الثلاثاء الماضي، قدم من خلاله رسالة مصورة قصيرة، وهو ما فتح الباب على مصراعيه للتكهنات حول ما إذا كان هذا الظهور يشكل بديلاً مؤقتاً للخطاب الطويل، أم أنه مجرد مقدمة لتجميد دائم لهذا المنبر الإعلامي الثابت.

أهمية الخطاب كأداة تعبوية وإعلامية

كان الخطاب الأسبوعي لعبداللك الحوثي قد تحول إلى حدث إعلامي وسياسي منتظر، ليس فقط داخل اليمن، بل أيضاً من قبل القوى الإقليمية والدولية المهتمة بالملف اليمني. فقد استخدمه الزعيم الحوثي لعدة أغراض استراتيجية:

  1. حشد الداخلي: إبقاء قواعده وأنصاره في حالة استنفار دائم، وتغذية السردية الإيديولوجية للجماعة وربطها بالصراعات الإقليمية، وأبرزها "محور المقاومة" والحرب على غزة.
  2. إرسال الرسائل الخارجية: استخدام المنبر للتهديد بالتصعيد، سواء باستهداف السفن في البحر الأحمر أو بتهديد دول بعينها، مما جعله مقياساً لتوجهات المليشيا ودرجة عدائها.
  3. تحديد الخطاب السياسي: تقديم الرؤية الرسمية للجماعة حول المستجدات السياسية والعسكرية، مما يمنح الخطابة دوراً مركزياً في توجيه الرأي العام الموالي لها.

فرضيات تحليلية لغياب الحوثي

في ظل الصمت الرسمي من قبل وسائل الإعلام التابعة للحوثيين، والتي لم تقدم أي تفسير لغياب زعيمها، يرى مراقبون ومراكز تحليلية أن هذا التغيير قد يحمل في طياته عدة دلالات محتملة، أبرزها:

  • فرضية التحولات الداخلية: قد يكون الغياب مؤشراً على وجود خلافات داخلية أو تحولات في بنية القيادة. هل هناك تباين في وجهات النظر حول مستقبل التورط في البحر الأحمر؟ أم أن هناك صراعاً على السلطة خلف الكواليس أدى إلى تجميد نشاطه العلني؟
  • فرضية التدهور الصحي: على الرغم من عدم تأكيد أي معلومات، يظل الوضع الصحي لعبدالملك الحوثي أحد الاحتمالات المطروحة دائماً عند أي تغيير مفاجئ في نمط ظهوره، خاصة وأن خطاباته الأخيرة بدت عليها علامات الإرهاق لدى البعض.
  • فرضية التغيير التكتيكي الإعلامي: قد تكون المليشيا بصدد إعادة النظر في استراتيجيتها الإعلامية. فالخطاب الأسبوعي المنتظم فقد عنصر المفاجأة، وقد يكون التحول إلى ظهورات عفوية وغير متوقعة أكثر فاعلية في إرباك الخصوم والحفاظ على اهتمام الجمهور. كما أن هذا التغيير قد يمنح الجماعة مرونة أكبر في إدارة رسائلها، خاصة إذا كانت تسعى لخفض التصعيد دون الإعلان عن ذلك بشكل صريح.

ماذا بعد؟

في الوقت الحالي، يبقى غياب عبدالملك الحوثي لغزاً محيراً، والظهور الثلاثائي مجرد شظية من معلومات لا تكفي لتكوين صورة كاملة.

وسيكون الأسبوع المقبل حاسماً في تحديد ما إذا كان هذا الغياب مجرد حادثة عارضة، أم أنه بداية لمرحلة جديدة في تواصل المليشيا مع جمهورها ومع العالم، مرحلة قد تكون أقل انتظاماً وأكثر غموضاً. وتترك الأنظار مسلطة على أي تحرك أو بيان رسمي من صنعاء قد يكشف النقاب عن المستجدات الحقيقية داخل أروقة الجماعة.