الأحد 9 نوفمبر 2025 02:13 صـ 18 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

اتهام جسيم لـ 6 موظفين يمنيين بالأمم المتحدة بتسريب إحداثيات لاستهداف عبدالملك الحوثي

الأحد 9 نوفمبر 2025 03:14 صـ 19 جمادى أول 1447 هـ
تعبيرية
تعبيرية

في تطور دراماتيكي يزيد من تعقيد المشهد اليمني، كشف مصدر مطلع عن توجيه اتهامات خطيرة لستة موظفين يمنيين يعملون في وكالات تابعة للأمم المتحدة، بالتورط في رفع إحداثيات دقيقة استُخدمت لاستهداف زعيم جماعة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، في معقلهم بمحافظة صعدة شمالي اليمن.

وبحسب المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية القضية، فإن التهمة الموجهة للموظفين الستة تتمثل في "التعامل مع جهات خارجية وتقديم معلومات استخباراتية حساسة"، تتضمن إحداثيات جغرافية لمواقع يُعتقد أن عبدالملك الحوثي يتردد عليها، مما يفتح الباب أمام تساؤلات جادة حول اختراق العمل الإنساني لأغراض عسكرية وأمنية.

خلفية الغارة وتحقيقات الحوثيين

وتأتي هذه الاتهامات على خلفية غارة جوية نفذتها طائرات التحالف العربي في وقت سابق، استهدفت موقعاً استراتيجياً تابعاً للحوثيين في محافظة صعدة. وأوضح المصدر أن الاستهداف كان مبنيّاً على معلومات استخباراتية دقيقة للغاية، حيث كان يُعتقد أن عبدالملك الحوثي موجوداً في الموقع وقت الغارة.

ورغم أن زعيم الجماعة نجا من المحاولة، إلا أن الغارة أسفرت عن إصابة أحد أقاربه البارزين بجروح وصفت بـ "الخطيرة"، مما أحدث صدمة في صفوف القيادة الحوثية وأطلق تحقيقات مكثفة وواسعة النطاق للكشف عن مصدر التسريب الذي أدى إلى هذا الاختراق الأمني الخطير. وقد قادت التحقيقات، بحسب المصدر، إلى شبكة من الموظفين العاملين ضمن المنظمات الدولية.

تداعيات كارثية على العمل الإنساني

يُعد هذا التطور من أخطر التحديات التي تواجه العمل الأممي في اليمن منذ بدء الصراع، حيث يضع علامة استفهام كبيرة على حيادية المنظمة وقدرة فرقها على العمل بأمان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. من المتوقع أن تثير القضية ردود فعل غاضبة من جماعة أنصار الله، التي قد تعتبر هذا الأمر "خرقاً خطيراً للأمن" و"حرباً استخباراتية" تستهدف قيادتها، مما قد يعرض حياة آلاف الموظفين العاملين في المجال الإنساني للخطر ويقيّد حركتهم.

كما يثير التساؤل حول مدى تأثير هذه الأزمة على مسار المفاوضات السلام وعلاقات الأمم المتحدة مع كافة الأطراف اليمنية، لا سيما وأن الاتهامات، لو ثبتت، ستشكل ضربة قاصمة لمصداقية المنظمة الدولية كوسيط محايد.

وحتى اللحظة، لم تصدر أي تعليقات رسمية من جانب الأمم المتحدة أو من جماعة الحوثي بشأن هذه الاتهامات. لكن المصادر المؤكدة تشير إلى أن التحقيقات الداخلية والخارجية لا تزال جارية في كتم شديد، فيما يترقب الجميع تداعيات هذه الأزمة التي قد تغير من قواعد الاشتباك على أكثر من صعيد في اليمن المنهك بالحرب.

موضوعات متعلقة