الأحد 9 نوفمبر 2025 02:21 صـ 18 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

غموض يكتنف انطلاق رحلات ”اليمنية” لمطار عتق للمرة الرابعة.. أزمة ثقة متصاعدة ومطالبات شعبية بوضوح الرؤية

الأحد 9 نوفمبر 2025 03:08 صـ 19 جمادى أول 1447 هـ
اليمنية
اليمنية

في تطور لافت يزيد من حالة الحيرة والاستياء الشعبي، تواصل شركة الخطوط الجوية اليمنية تأجيل موعد تدشين رحلاتها الجوية نحو مطار عتق الدولي بمحافظة شبوة، للمرة الرابعة على التوالي، وذلك في ظل صمت رسمي تام من قبل الشركة أو الجهات المعنية، مما فتح الباب أمام سيل من التساؤلات والتكهنات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التعطيل المتكرر.

وكان المطار قد شهد خلال الفترة الماضية استعدادات مكثفة وتجهيزات على أعلى مستوى، أثارت آملاً واسعاً لدى سكان المحافظة بتوفير منفذ جوي يخفف من معاناتهم المزمنة في التنقل، وهو أمر تحول اليوم إلى خيبة أمل متجددة مع كل إعلان تأجيل جديد.

معاناة إنسانية وتبعات اقتصادية

على الصعيد الإنساني، يرزح آلاف المواطنين، وعلى رأسهم كبار السن والمرضى وذوي الظروف الخاصة، تحت وطأة مشقة التنقل القسري نحو مطاري سيئون (حضرموت) وعدن، عبر طرق برية طويلة ومكلفة.

هذا الواقع يفرض على الأسر أعباء مالية إضافية باهظة، تبدأ من تكاليف النقل البري ولا تنتهي عند مصاريف الإقامة المؤقتة، ناهيك عن الجهد البدني والنفسي الهائل الذي يستنزفهم قبل الشروع في رحلتهم الجوية الأساسية.

ولا تقتصر التداعيات السلبية على الأفراد فقط، فالحركة التجارية والأنشطة الاقتصادية الصغيرة تعاني بدورها، حيث يعتمد الكثير من التجار وأصحاب المشاريع على النقل الجوي السريع والآمن لنقل البضائع وتسيير أعمالهم، وهو ما أصبح شبه مستحيل في ظل غياب الطيران المحلي عن محافظتهم.

عتق: شريان حيوي معطل

في تقدير الخبراء، يُعد افتتاح مطار عتق أمام الحركة الجوية التجارية خطوة استراتيجية وحيوية لتحريك عجلة التنمية في محافظة شبوة، التي تزخر بالثروات النفطية والمقومات السياحية الفريدة.

فإعادة تفعيل المطار من شأنها ليس فقط تخفيف الضغط الهائل عن مطاري سيئون وعدن، بل تسهم بشكل مباشر في جذب الاستثمارات، وتعزيز السياحة الداخلية، وربط المحافظة اقتصادياً واجتماعياً بالعالم الخارجي.

غير أن التأجيلات المتكررة تثير علامات استفهام جدية حول حقيقة الجاهزية الفنية والتشغيلية للمطار. هل يرجع التأخير إلى قصور في البنية التحتية أو الملاحة الجوية؟ أم أن هناك خلافات إدارية أو تنظيمية بين شركة الطيران وهيئة الطيران المدني؟ أم أن ثمة اعتبارات أمنية أو لوجستية غير معلنة تقف حجر عثرة أمام الانطلاق الفعلي للرحلات؟ أسئلة حائرة تبحث عن إجابة في ظل غياب أي توضيح رسمي.

مطالبات شعبية بالشفافية وتحديد موعد نهائي

وسط هذا الغموض، تصاعدت الأصوات الشعبية في محافظة شبوة مطالبةً كل من شركة الخطوط الجوية اليمنية، وهيئة الطيران المدني، والسلطات المحلية، بتحمل مسؤولياتها وكسر حاجز الصمت.

ويطالب المواطنون بشكل عاجل بالكشف العلني عن الأسباب الحقيقية والدقيقة للتأخير، وتقديم تقرير شفاف حول العقبات التي تواجه إطلاق الرحلات.

كما يؤكدون على ضرورة الإعلان عن جدول زمني واضح وملزم لبدء الرحلات، بما يضمن عدم العودة إلى حلقة المماطلة والوعود غير المكتملة.

ويحذر مراقبون من أن استمرار هذا التعتيم والإرجاء المتكرر من شأنه أن يؤدي إلى تآكل الثقة العامة في جدية الشركة والجهات المعنية، ويُبعد شريحة كبيرة من الجمهور عن التعامل معها مستقبلاً، مما يفقد المشروع بريقه وأهميته التي انتُظرت طويلاً.

وتظل الأنظار الآن مركزة على كيفية استجابة هذه الجهات للمطالبات الشعبية الملحة، وما إذا كان سيتم تجاوز هذه العقبات قريباً أم أن مطار عتق سيبقى مجرد حبر على ورق.