”شرطة مأرب تُفاجئ مهربًا بحوزته كنوز لا تُقدّر بثمن… فما القصة؟!”

أحبطت شرطة محافظة مأرب، اليوم، محاولة تهريب قطع أثرية يُشتبه في كونها جزءًا من تراث اليمن التاريخي، وذلك بعد توقيف متهم رئيسي يُعتقد أنه يقود نشاطًا منظمًا لتهريب الآثار خارج البلاد، في عملية أمنية دقيقة نُفذت على إحدى النقاط الأمنية بمفرق حريب.
216.73.216.39
وأفاد مصدر أمني مسؤول في شرطة مأرب، أن قوة أمنية لاحظت سلوكًا مشبوهًا من قبل المواطن (أ. أ. ق)، البالغ من العمر 42 عامًا، أثناء مروره بالقرب من النقطة الأمنية، ما دفعهم لتفتيش مركبته، حيث عُثر بحوزته على حقيبة تحتوي على عدد من القطع الأثرية الصغيرة، إضافة إلى هاتف محمول يحتوي على رسائل نصية وصور فوتوغرافية توثق عمليات بيع وتهريب سابقة، ومراسلات مع مشترين محتملين داخل وخارج اليمن.
وأشار المصدر إلى أن الرسائل والصور المضبوطة تكشف عن شبكة واسعة من التواصل مع وسطاء وتجار آثار، وتتضمن تفاصيل حول أسعار القطع الأثرية، وطرق التهريب، وأماكن التسليم، ما يدل على أن المتهم لم يكن يعمل بشكل فردي، بل ضمن شبكة منظمة تستهدف نهب التراث الثقافي اليمني وتصديره بطريقة غير شرعية لتحقيق مكاسب مالية طائلة.
وأكد المصدر أن "القطع الأثرية المضبوطة تخضع حاليًا للفحص والتوثيق من قبل خبراء الآثار في المحافظة، لتحديد قيمتها التاريخية وعلاقتها بالمواقع الأثرية المعروفة في اليمن، والتي تعرضت خلال السنوات الماضية لعمليات نهب واسعة بسبب الصراعات وانهيار الرقابة الأمنية".
وأضاف: "تم إيداع المتهم في إدارة البحث الجنائي والقضائي بشرطة مأرب، حيث يخضع للتحقيق المعمق لاستكمال ملف القضية، وكشف أي شركاء محتملين في الجريمة، تمهيدًا لإحالة الملف إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه وفقًا للمواد القانونية التي تجرّم الاتجار بالآثار وتهريبها، والتي تصل عقوبتها إلى السجن لفترات طويلة وغرامات مالية كبيرة".
وتأتي هذه العملية في إطار الحملات الأمنية المكثفة التي تنفذها شرطة مأرب بالتعاون مع الجهات المعنية لحماية الموروث الثقافي والحضاري، ووقف عمليات التهريب التي تطال المواقع الأثرية في المحافظة الغنية بتراثها التاريخي، مثل مواقع معين وشبوة القديمة.
يُذكر أن اليمن يمتلك إرثًا أثريًا ضخمًا يعود إلى آلاف السنين، لكنه يتعرض منذ سنوات لعمليات نهب وتهريب منظمة، تستغل ضعف الرقابة الأمنية في بعض المناطق، وهو ما دفع السلطات المحلية والوطنية إلى تعزيز الرقابة على المعابر والنقاط الحدودية، وتفعيل التعاون مع المنظمات الدولية لحماية التراث، مثل اليونسكو.
وتؤكد شرطة مأرب أنها لن تتهاون في ملاحقة كل من تسول له نفسه المساس بالتراث الوطني، وأنها ستكشف تدريجيًا عن خيوط الشبكات التي تعمل في هذا المجال، وستلاحق أعضاءها أينما وجدوا، في إطار حملة وطنية شاملة لحماية الهوية التاريخية لليمن.