”ماذا يحدث عندما يزور ”أب فقد ابنته” شابًا يصارع الموت؟! المشهد الأكثر تأثيرا في تعز”

في لفتة إنسانية تحمل في طياتها معاني التضامن والوقوف إلى جانب الضحايا الأبرياء، قام القنصل ورجل الأعمال المعروف محمد المشهري – والد الشهيدة افتهان المشهري – بزيارة ميدانية عصر اليوم إلى مستشفى الثورة العام في مدينة تعز، رافقه خلالها الشيخان صهيب البركاني وفضل الخامري، وذلك للاطمئنان على الحالة الصحية للشاب حسين الصوفي، الذي يرقد حاليًا في قسم العناية المركزة، متأثرًا بجراح خطيرة أصيب بها جراء حادثة اغتيال غادرة وجبانة استهدفت حياته دون مبرر.
216.73.216.39
وخلال الزيارة، التقى الوفد الزائر الفريق الطبي المشرف على حالة الصوفي، واستمعوا إلى شرح مفصل حول تطورات حالته الصحية، ومستوى الرعاية الطبية المقدمة له، مشيدين بالجهود الكبيرة التي يبذلها الكادر الطبي في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع الصحي في المدينة.
ووقف المشهري ومرافقوه عند سرير المصاب، حيث عبّروا له عن تضامنهم الكامل، ودعوا له بالشفاء العاجل، مؤكدين أن المجتمع بأسره يقف خلفه، وأن قضيته لن تُنسى، بل ستظل حاضرة في الضمير الوطني والإنساني.
وقال القنصل محمد المشهري في تصريح خاص عقب الزيارة:
"زيارة حسين اليوم ليست مجرد زيارة عابرة، بل هي رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه المساس بأبناء شعبنا الآمنين. نحن نقف مع كل مظلوم، ونرفض كل أشكال العنف والاغتيالات الجبانة التي تستهدف الشباب الأبرياء. نسأل الله أن يمنّ على حسين بالشفاء العاجل، وأن يعود إلى أهله وأحبته سالمًا معافى".
من جهته، أكد الشيخ صهيب البركاني أن مثل هذه الزيارات تأتي "تأكيدًا على وحدة النسيج الاجتماعي، ورفضًا مطلقًا لثقافة الإقصاء والتصفية الجسدية التي تسعى بعض الأطراف إلى تعميمها"، داعيًا الجهات المعنية إلى "الكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة، لأن الدم اليمني خط أحمر لا يُستهان به".
أما الشيخ فضل الخامري، فأشار إلى أن "الشاب حسين الصوفي يمثل نموذجًا للشباب اليمني الطموح الذي يستهدفه العنف الأعمى، وواجبنا جميعًا أن نكون سندًا له ولأسرته في هذا الظرف الصعب، وأن نحول هذه الجريمة إلى نقطة تحول نحو المطالبة بالحق والعدالة".
يُذكر أن الشاب حسين الصوفي تعرض لاصابة وحشية في عملية اغتيال افتهان المشهري التي اودت بحياتها في تعز ، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة نُقل على إثرها إلى العناية المركزة، حيث لا يزال يناضل من أجل حياته، فيما تعيش أسرته وأصدقاؤه حالة من القلق والترقب، مطالبين بتحقيق عاجل وكشف ملابسات الجريمة التي هزت المجتمع المحلي.
وتستمر حالة التضامن الشعبي مع الصوفي، حيث توالت الزيارات والرسائل الداعمة له من مختلف شرائح المجتمع، في مشهد يعكس التلاحم الوطني في وجه العنف والإرهاب.