الجمعة 3 أكتوبر 2025 08:47 مـ 11 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

إغلاق كارفور في أربع دول عربية انتصارا لحملات المقاطعة.. قرار يثير جدلاً واسعاً بين الجماهير

الجمعة 3 أكتوبر 2025 10:47 مـ 11 ربيع آخر 1447 هـ
إغلاق كارفور في أربع دول عربية
إغلاق كارفور في أربع دول عربية

شهدت الأشهر الماضية تحولاً ملحوظاً في المشهد التجاري في المنطقة بعد إعلان شركة كارفور الفرنسية إغلاق فروعها في أربع دول عربية، وهي الأردن وسلطنة عمان والكويت والبحرين والقرار جاء ليترك أثراً واضحاً على المستهلكين، حيث تباينت ردود الأفعال بين من اعتبره انتصاراً لحملات المقاطعة، وبين من رأى فيه خطوة اقتصادية ضمن خطة لإعادة الهيكلة وهذا الحدث يعكس مدى تعقيد العلاقة بين الأبعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في صناعة القرار التجاري.

إغلاق كارفور في أربع دول عربية

216.73.216.22

أعلنت مجموعة "ماجد الفطيم"، التي تملك حقوق امتياز كارفور في المنطقة، عن إغلاق متاجر السلسلة في أربع دول عربية واستبدالها بسلسلة هايبرماكس وقد أشار بعض المحللين إلى أن القرار ليس مجرد تغيير تجاري، بل جزء من استراتيجية لإعادة التركيز على الأسواق الأكثر ربحية، بينما يرى آخرون أن الضغوط الشعبية وحملات المقاطعة كان لها تأثير واضح في دفع الشركة لاتخاذ هذا القرار، ما يضعه في سياق أكبر من مجرد اعتبارات مالية.

ردود فعل الجماهير

أثارت خطوة الإغلاق ردود فعل متباينة بين الجماهير حيث عبّر مؤيدو القضية الفلسطينية عن ارتياحهم واعتبروا القرار انتصاراً لحملات المقاطعة التي استمرت منذ اندلاع الأزمة في غزة، و في المقابل أبدى بعض المستهلكين تفهمهم لقرار الشركة باعتباره خياراً اقتصادياً بحتاً، يسعى لتقليل الخسائر وإعادة ترتيب الأولويات في ظل تراجع حركة التسوق في بعض الأسواق.

البُعد الاقتصادي والسياسي

القرار يعكس تداخلاً بين البُعد الاقتصادي والسياسي، فمن الناحية الاقتصادية تسعى الشركة إلى إعادة تركيز أنشطتها على الأسواق التي تشهد نمواً في الطلب، وتقليل الخسائر في الأسواق الأقل ربحية ومن الناحية السياسية أثبتت حملات المقاطعة الشعبية قوتها وتأثيرها في دفع الشركات إلى مراجعة قراراتها، ما يجعل من هذه الخطوة مثالاً عملياً على تأثير الرأي العام على القرارات التجارية الكبرى.

استراتيجية هايبرماكس والتغيير

أعلنت مجموعة ماجد الفطيم أن تحويل متاجر كارفور إلى سلسلة هايبرماكس يأتي ضمن خطة استراتيجية تهدف إلى تقديم تجربة تسوق مختلفة تتناسب مع احتياجات السوق المحلي، هذه الخطوة تعكس رغبة المجموعة في التركيز على تقديم منتجات وخدمات محلية بأسعار تنافسية، وهو ما يعكس فهماً عميقاً لسلوك المستهلكين ومتطلباتهم المتغيرة.

يبقى إغلاق كارفور في أربع دول عربية حدثاً له أبعاد متعددة، تجمع بين السياسة والاقتصاد والمجتمع، ليشكل نموذجاً واضحاً يدرس في تأثير الحملات الشعبية على صناعة القرار التجاري وهذا القرار يعكس أن الأسواق لم تعد مجرد مساحات للتجارة، بل ساحات للتأثير الاجتماعي والسياسي أيضاً.