رغم التكنولوجيا.. خرافات الحظ والحماية لا تزال حاضرة في ديكور المنازل حول العالم

في عصر المنازل الذكية والذكاء الاصطناعي، قد يبدو غريبًا أن تستمر الخرافات القديمة والعادات الشعبية في التأثير على تصاميم منازلنا، إلا أن هذه المعتقدات المتوارثة لا تزال تجد لها مكانًا راسخًا في تفاصيل الديكورحول العالم، باعتبارها رموزًا تجلب الحظ الجيد أو تدرأ الطاقة السلبية.
216.73.216.22
من فنج شوي في الصين إلى رموز الحماية في الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية، تعكس هذه التقاليد تنوع الثقافات وحرص الإنسان الدائم على البحث عن الأمان والراحة النفسية.
1. يد الحماية (الخمسة): رمز لدرء الحسد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تُعد "يد الخمسة" أو "كف فاطمة" من أكثر الرموز شيوعًا في المنازل التقليدية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يُعتقد أن هذا الرمز المزخرف بعين في وسط الكف يحمي من الحسد والطاقة السلبية، ويُستخدم كعنصر ديكوري يُعلق على الحوائط، أو يُرسم على السيراميك والخشب، أو يُرتدى كحُلي للوقاية من الشر.
2. الأبواب الحمراء في الثقافة الصينية: دعوة للطاقة الإيجابية والرخاء
في فلسفة الفنج شوي، يُعتبر اللون الأحمر رمزًا للحيوية والحظ السعيد، لذا يتم طلاء الأبواب الأمامية للمنازل بهذا اللون لجذب الطاقة الإيجابية وفتح أبواب الاستقرار المالي والازدهار.
في الثقافات الأخرى، مثل أمريكا القديمة، ارتبط اللون الأحمر تقليديًا بسداد الديون، وفي اسكتلندا، يُرمز به إلى الثبات المالي.
3. الستائر الزرقاء وأسطورة طرد الأرواح الشريرة
في اليونان، درجت العادة على طلاء الأبواب والنوافذ باللون الأزرق الفيروزي لدرء العين الحاسدة والأرواح الشريرة، حيث يُعتقد أن هذا اللون يمنح حماية روحانية.
أما في جنوب الولايات المتحدة، فقد كان الناس يطلون أسقف الشرفات باللون الأزرق الباهت (المعروف باسم "هاينت بلو") لأنهم آمنوا أن الأرواح لن تعبر ما تعتقد أنه ماء أو سماء، فتهرب بعيدًا.
4. تماثيل الأسود الحارسة في الصين: بين السلطة والرعاية
تُزين مداخل المعابد والمنازل الفخمة في الصين تماثيل الأسود الحجرية المعروفة باسم "فو دوغز". عادة ما يكون أحد الأسود ممسكًا بكرة ترمز إلى السلطة والحماية، بينما يضع الآخر مخلبه على شبل صغير، تعبيرًا عن الرعاية والرحمة. يرمز وجودهما معًا إلى توازن بين القوة والنعومة، ويُعتقد أنهما يحرسان المنزل من الشرور.
الديكور ليس دائمًا مجرد جمالية.. بل يحمل رسائل روحية وثقافية
رغم تطور أساليب التصميم الداخلي وتعدد المدارس المعمارية الحديثة، لا تزال الرموز الشعبية والخرافات القديمة تحتل مكانة في منازلنا، سواء عن وعي أو لا، يلجأ الكثيرون لهذه العناصر بحثًا عن الأمان النفسي والطاقة الإيجابية، في تكرار لما فعله البشر منذ قرون.