”اختفى خمسة أيام... ثم عُثر عليه بين أشجار التين الشوكي: مأساة طفل عمران التي هزّت اليمن”

هزّت جريمةٌ بشعةٌ وصفت بأنها "من أبشع ما شهدته محافظة عمران خلال السنوات الأخيرة" أوساط المجتمع اليمني، بعد وفاة طفل يبلغ من العمر 15 عامًا متأثرًا بإصابات بالغة نتجت عن اعتداء وحشي ارتكبه شاب في منطقة ذعوان بمدينة عمران، في حادثة أثارت موجة غضب عارمة وصدمة واسعة بين المواطنين ورواد وسائل التواصل الاجتماعي.
216.73.216.22
ووفق مصادر محلية مطلعة، فإن الطفل علي عبدالواحد الذعواني فارق الحياة مساء الجمعة، بعد صراع مرير دام خمسة أيام في العناية المركزة بأحد مستشفيات المحافظة، جرّاء إصابات خطيرة تعرّض لها إثر هجومٍ وحشي نفّذه المدعو محمد علي داوود.
تفاصيل مروّعة للجريمة
أفادت شهادات شهود عيان وذوي الضحية أن الجاني اعترض طريق الطفل في منطقة ذعوان، وأقدم على الاعتداء عليه بوحشية غير مسبوقة، مستخدمًا إما حجرًا كبيرًا أو فأسًا – بحسب روايتين متداولتين – ما تسبب في تحطّم جمجمته وتهشيم رأسه بشكل كامل. لكن الوحشية لم تتوقف عند هذا الحد، إذ قام المعتدي بفقء عيني الطفل بطريقة وحشية، قبل أن يجرّ جسده المُنهك ويُخفيه بين أشجار التين الشوكي في محاولة لإخفاء جريمته، ظنًّا منه أن الضحية قد فارق الحياة على الفور.
لحظات مأساوية وإنقاذ مؤقت
بعد ساعات من اختفاء الطفل، خرج أهالي الحي في عملية بحث مكثفة عنه، إلى أن عثروا عليه ما زال على قيد الحياة، رغم فداحة إصاباته، في مشهد وصفه من شاهدوه بـ"المفجع والمؤلم". وعلى الفور، تم نقله إلى المستشفى حيث وضع في العناية المركزة، لكن جراحه البالغة حالت دون إنقاذه، ليُعلن عن وفاته مساء الجمعة، بعد أن فارق الحياة بين أحضان أهله المكلومين.
غضب شعبي واسع ومطالبات بالعدالة
أثارت الجريمة حالة من الاستنكار والصدمة في أوساط سكان عمران واليمن عمومًا، حيث امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بمنشورات غاضبة تندّد بـ"الوحشية غير المسبوقة" وتستنكر "الانحدار الأخلاقي والإجرامي" الذي وصلت إليه بعض فئات المجتمع. ووصف ناشطون الحادثة بأنها "مؤشر خطير على تصاعد جرائم العنف ضد الأطفال"، مطالبين بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحمايتهم.
وفي سياق متصل، دعا حقوقيون وناشطون مدنيون السلطات الأمنية والقضائية إلى الإسراع في محاكمة الجاني وتقديمه إلى العدالة دون تأخير، مطالبين بـ"إنزال أقصى العقوبات الرادعة" بحقه، ليكون عبرة لغيره، ولإعادة الثقة في قدرة الدولة على حماية أبنائها.
كما شددوا على ضرورة تعزيز سيادة القانون، وتفعيل آليات حماية الطفولة، خاصة في ظل تصاعد جرائم العنف التي تستهدف الفئات الأضعف في المجتمع، معتبرين أن "بقاء مثل هذه الجرائم دون عقاب يُشجّع آخرين على تكرارها".
تحقيقات جارية
وأفاد مصدر أمني محلي أن الجهات المختصة فتحت تحقيقًا عاجلًا في ملابسات الجريمة، وأن الجاني قد تم القبض عليه ويجري التحقيق معه، فيما تنتظر الأسرة والمجتمع صدور قرار قضائي عاجل يضمن محاسبة مرتكب هذه الجريمة البشعة.
وتبقى جريمة قتل الطفل علي الذعواني شاهدًا مؤلمًا على واقع مرير يفرض نفسه على المجتمع اليمني، داعيًا إلى وقفة جماعية لمواجهة العنف وحماية الأبرياء، خاصة في ظل غياب واضح لآليات الحماية القانونية والاجتماعية التي من المفترض أن تُحيط بالأطفال كفئة أكثر عرضة للخطر.