قبل حرب أكتوبر 1973 _ كيف نجحت خطة ”الخداع الاستراتيجي” في خداع العدو؟.. وقصة مباراة غزل المحلة والطيران

شهدت مصر فترة ما قبل حرب أكتوبر 1973، واحدة من أذكى الخطط العسكرية المعروفة باسم "الخداع الاستراتيجي"، التي وضعها الرئيس أنور السادات، لإخفاء الاستعدادات الحقيقية للحرب عن العدو. خطة نجحت في خلق حالة من الارتباك لدى إسرائيل، وحافظت على عنصر المفاجأة الذي كان العامل الحاسم في انتصار أكتوبر.
"الخداع الاستراتيجي": إخفاء الاستعدادات للحرب
216.73.216.22
تعتمد خطة "الخداع الاستراتيجي" على إخفاء أي علامات تدل على تحركات أو استعدادات عسكرية، عبر تحركات غير متوقعة ومدروسة بدقة، بهدف إرباك العدو وجعله يظن أن الأمور تسير كالمعتاد دون أي تهديد قادم.
ومن أبرز محاور الخطة:
-
فض المستشفيات وتحويلها لطوارئ حربية: حيث تم تعيين ضابط طبيب في مستشفى الدمرداش، ليكتشف وجود ميكروب مفترض في المستشفى، مما أدى إلى إخلائها، مما أجبر السلطات على تفتيش باقي المستشفيات وفضها، استعدادًا للحرب.
-
إدارة أزمة تخزين القمح: تم التلاعب بخبر غرقة صوامع القمح بسبب مياه المطر، ما أدى لفضيحة صحفية وانتقادات للحكومة، لكنها كانت ضمن الخطة لإبعاد الشكوك عن التخزين الحربي.
مباراة غزل المحلة والطيران: حدث رياضي في قلب الخطة العسكرية
في 6 أكتوبر 1973، الساعة 2:30 ظهرًا، وأثناء الاستعدادات الأخيرة للحرب، كانت هناك مباراة في الدوري المصري بين فريقي غزل المحلة والطيران، والتي خُطط لها لتكون جزءًا من تغطية الخطة، وإلهاء العدو عن أي نشاط عسكري مشبوه.
تُظهر هذه الواقعة كيف كانت الرياضة تستخدم كغطاء خداعي لتضليل إسرائيل، وإبقاء عيون العدو بعيدة عن التحركات الحقيقية.
نجاح الخطة وأثرها على انتصار أكتوبر
كانت خطة "الخداع الاستراتيجي" التي اعتمد عليها السادات سببًا رئيسيًا في تحقيق عنصر المفاجأة، ونجاح القوات المصرية في عبور قناة السويس وكسر خط بارليف. هذه الخطة العسكرية الذكية استندت إلى دمج الجوانب السياسية والإعلامية واللوجستية والرياضية، لتضمن تحقيق النصر.