الإثنين 6 أكتوبر 2025 08:57 مـ 14 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

كارثة مروعة تهز أركان الجيش اليمني وتفرح الحوثيين

الإثنين 6 أكتوبر 2025 10:14 مـ 14 ربيع آخر 1447 هـ
الكاتب خالد الذبحاني
الكاتب خالد الذبحاني

نهاية كارثية وواقعة مؤسفة ومؤلمة لا يصدقها العقل ولا يقبلها المنطق،
هزت كل أركان الجيش اليمني،
وتسببت بصدمة هائلة لكل الأبطال والبواسل من منتسبي الجيش، فما حدث أوجعهم
وأحرق قلوبهم، وجعلهم يذرفون دموع الحزن والقهر، ونظرا لهول الكارثة فقد اهتزت مشاعر ووجدان كافة الجنود والضباط وكذلك القيادات العليا في القوات المسلحة اليمنية، بعد الإعلان رسميا عن كارثة مروعة، حين أقدم أحد أفراد الجيش اليمني برتبة "عميد" ويدعى( حسن قاسم العمري )
على تجرع مادة السم وإنهاء حياته، وما يقهر ويثير غضب كل يمني شريف هو سبب هذه الكارثة، فعملية الانتحار جاءت بسبب انقطاع راتبه وتراكم الديون عليه، لأنه فشل في توفير لقمة العيش لنفسه وعجز عن إطعام أفراد أسرته، وصار يخجل من مواجهة من يدين لهم بالمال.

216.73.216.22

لا جدال في أن المستفيد الأكبر من هذه الفاجعة المرعبة، التي هزت هيبة ومكانة الجيش اليمني، هم ميليشيات الحوثي الإرهابية، ولا شك أن القيادات الحوثية سواء العسكرية أو المدنية يرقصون فرحا وطربا لهذه الفاجعة، فالمنتحر لم يكن جنديا بسيطا، ولا ضابطا عاديا، بل هو قيادي له وزنه ومكانته الرفيعة، خاصة وأنه خريج الأكاديمية العسكرية في سلاح الصواريخ بروسيا، فإذا كان هذا العسكري المحنك ذو الرتبة العالية لا يجد طعام يتناوله، ويعجز عن توفير الأكل والشرب لعائلته، فكيف سيكون حال الأفراد والضباط ذوي الرتب المتدنية؟ وهل يمكن لجيش هذا هو وضعه أن يقاتل في الجبهات ويحقق الانتصارات؟؟.

الفاجعة كشفت بعد نظر رئيس الوزراء " سالم بن بريك" فقد أعلن في أول خطاب له انه لا يريد شعارات ولا عنتريات، وإنما يريد أن يحقق منجزات على أرض الواقع يلمسها الناس، وأكد أن الناس شبعت من الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ولذلك كان هدفه الأول الوقوف بكل قوة وصرامة ضد الفساد والفاسدين، ووقف نهب المال من خزينة هزيلة بحاجة إلى الريال الواحد.

فرئيس الوزراء "بن بريك" حين كشف بكل شجاعة عن ملايين الدولارات التي تصرف لأشخاص يعيشون في الخارج مع عائلاتهم ويتلقون رواتب هائلة بالعملة الصعبة دون أي وجه حق، وطالب بوقفها لم يفعل ذلك من أجل أن يضعها في جيبه أو يوزعها على أهله وأصدقائه والمقربين اليه، بل كان يدرك ان نتائج هذا العبث والفساد وسرقة الملايين ستكون وخيمة وكارثية، وقد كانت عملية انتحار العميد أول مؤشرات لهذه العواقب الكارثية التي حذر منها، فبسبب سرقة الملايين، وعدم توريد الأموال إلى البنك المركزي عجزت الحكومة عن توفير المرتبات، وهو السبب الرئيسي لهذه الفاجعة التي أودت بحياة العميد " العمري".

موقف صارم وحازم ينبغي أن يتخذه رئيس الوزراء سالم بن بريك، بعد هذه الفاجعة، وأول خطوة هي ان يصدر توجيهات عاجلة لوزير الدفاع أو أي مسؤول كبير في الجيش لزيارة عائلة العمري المنكوبة، ليس فقط لتقديم العزاء وكلمات لا تقدم ولا تؤخر، بل ينبغي أن يقدم الدعم المعنوي والمالي، لهذه الأسرة المكلومة، فإذا كانت عاجزة عن توفير الطعام حين كان من يعولهم حي يرزق، فكيف سيكون حالهم بعد وفاة رب الأسرة.

ومن المؤشرات الجيدة أن هناك دعم إقليمي ودولي لتحركات بن بريك الإصلاحية، ومكافحة الفساد والمفسدين، كما ان هناك مباركة محلية، إذ أعلن المجلس الانتقالي عن تأييد مطلق للاصلاحات التي يقوم بها، فقد أكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وعضو مجلس القيادة الرئاسي "عيدروس الزبيدي" أنه بحث مع بن بريك الخطوات الإصلاحية التي من شأنها إصلاح البلاد والعباد، وهذا شيء رائع وعقلاني ويصب في مصلحة الجميع، فالقيادات كلها تدرك انهم كالجسد الواحد، ولقد حذرت بريطانيا عبر سفيرتها في اليمن أن الاختلافات بين قيادات الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا لن تصب الا في مصلحة الحوثيين.